المحدثين ، أدرك زمان المتوكّل.
ثمّ قال : ولست أعرف سبب تلقيبه بديك الجنّ ، ويشبه أن يكون قال بيتاً يشتمل على ذكر ديك الجنّ ؛ فلقّب بذلك ... (١).
وقال ابن شهر آشوب : ... إنّ ديك الجنّ فاق شعراء عصره ، وهو شاعر الدنيا ، وصاحب الشهرة في الأدب ، طار ذكره وشعره في الأمصار ، حتّى صاروا يبذلون الأموال للقطعة من شعره ، افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام ...
وجاء في العمدة :
إنّ دعبل بن علي الخزاعي ورد حمص فقصد دار عبـد السلام بن رغبان ديك الجنّ ، فكتم نفسه عنه ، خوفاً من قوارصه ، فقال : ما له يستتر وهو أشعر الجنّ والإنس ، أليس هو الذي يقول :
بِها غَيرُ مَعْذُول فَداوِ خمارها |
|
وَصِلْ بِعَشيّاتِ الغبوقِ ابتكارَها |
وَنَلْ مِنْ عَظِيم الردف كُلَّ عَظِيمة |
|
إذا ذُكِرَت خَافَ الحَفِيظانُ نَارَها؟ |
فظهر إليه ، واعتذر له ، وأحسن نزله.
أقول : ويبدو أنّ لدعبل كانت أكثر من زيارة لديك الجنِّ ، نستظهر ذلك من خلال الخبر المنقول في العمدة والآخر في وفيات الأعيان.
وقال فيه أبو نواس : لمّا أراد مصر فاجتاز بحمص إذ مرّ بدار عبـد السلام بن رغبان ، وقال لجاريته : قولي له : أخرج ، فقد فتنت أهل العراق بقولك :
مورّدةٌ من كفِّ ظبي كأنّما |
|
تناولها من خدّه فأدارها (٢) |
__________________
(١) ثمار القلوب في المضاف والمنسوب : ٦٩.
(٢) حلبة الكميت للنواجي.