وقال فيه أبو تمّام تلميذه ـ لمّا قدم حمص ، وأراد الاجتماع بديك الجنّ واختفى منه ، جاء إلى منزله ، وقال لأهله ـ : مروه يخرج ، قد فُتِنَ أهل العراق بقوله :
* مشعشعة من كف ظبي كأنّما *
فخرج إليه واجتمع به (١).
قال ابن خلّكان :
وهو من شعراء الدولة العبّاسية ، ولم يفارق الشام ، ولا رحل إلى العراق ، ولا إلى غيره منتجعاً بشعر ، ولا متصدّياً لأحد ، وكان يتشيّع تشيّعاً حسناً ، وله مراث في الحسين عليهالسلام ، وكان ماجناً خليعاً عاكفاً على القصف واللهو متلافاً لما ورثه ، وشعره في غاية الجودة (٢).
وقال : ... إنّ دعبلاً الخزاعي لمّا اجتاز بحمص ، سمع ديك الجنّ بوصوله فاختفى منه أن يظهر لدعبل ؛ لأنّه كان قاصراً بالنسبة إليه ، فقصده في داره فطرق الباب واستأذن عليه فقالت الجارية : ليست هو ههنا فعرف قصده ، فقال لها : قولي له : أخرج ، فأنت أشعر الإنس والجنِّ بقولك :
فَقَامَ يَكَادُ الكأسُ تُحرِقُ كَفَّهُ |
|
مِنَ الشَّمسِ أَوْ مِنْ وَجْنَتَيهِ استَعارَها |
مورّدةٌ مِنْ كَفِ ظَبي كَأَنَّما |
|
تَنَاوَلَها مِنْ خَدِّه فَأَدارَها (٣) |
فلمّا بلغه ذلك خرج إليه وأضافه.
وقال العلاّمة الأديب ضياء الدين يوسف الحسني اليمنيّ (ت ١١٢١ هـ) :
__________________
(١) حياة الحيوان : ١ / ٣٤٩.
(٢) وفيات الأعيان : ٣ / ١٨٤.
(٣) وفيات الأعيان : ٣ / ١٨٤ ، حياة الحيوان : ١ / ٣٤٩.