بشعرهم ، وقصّة بشّار مع سلم الخاسر غير خفيّة عليك ، فاطلبها في مظانّها.
ثالثاً : ويضاف إلى ما تقدّم : إنّ أبا تمّام استفاد كثيراً من شعر ديك الجنِّ ، ولا يستبعد إذا ما قلنا أنّ معاني ديك الجنّ قد سطا عليها الطائي فرسم منها صور ممدوحيه ، وقد أشرنا إلى الكثير من سرقات أبي تمّام في كتابنا : النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق فراجع.
قالوا فيه :
جلّ المصادر ـ قديمها وحديثها ـ ذكرت سيرة شاعرنا ، وأنّ جميع الأدباء أطروا عليه بكلمات المدح والثناء ، وتناولوا معاناته ، وما أدّى به ذلك إلى الثكل ، فبقى دهره حزيناً دامي القلب والعين.
أمّا أقوال العلماء فيه كثيرة وإليك نبذة منها :
قال الحافظ ابن عساكر :
عبـد السلام بن رغبان : ... من أهل حمص ، شاعر مطبوع ، له شعر حسن (١).
وقال ابن رشيق القيرواني :
«... وأبو تمام من المعدودين في إجادة الرثاء ، ومثله عبـد السلام بن رغبان ديك الجنِّ ، وهو أشهر في هذا من حبيب ، وله فيه طريق انفرد بها» (٢).
وقال أبو منصور الثعالبي :
ديك الجنّ : هو عبـد السلام بن رغبان الحمصي ، شاعر مفلّق في
__________________
(١) تاريخ دمشق : ٣٨ / ١٣٨.
(٢) العمدة : ٢ / ١٤٩.