تموت ، وتترك في محارة وتسدّ رأسها وتدفن في وسط الدار ؛ فإنّه لا يُرى فيها شيء من الأرضة أصلاً ، قاله القزويني.
ثمّ قال : وديك الجنّ لقب لأبي محمّـد عليهالسلام الحمصي الشاعر المشهور ... (١).
٨ ـ ويروى أنّه لُقِّب بهذا الاسم ؛ لقصيدة قالها في رثاء ديك عمير ، وكان هذا قد ذبحه وأقام منه مائدة دعا إليها أصدقاءه :
دَعَانا أَبُو عَمْرو عُمَيرُ بنُ جَعْفر |
|
عَلى لَحْمِ دِيك دَعوةً بَعْدَ مَوْعِدِ |
فَقَدَّمَ دِيكَاً غَدّ دَهْراً ذَمْلّقاً |
|
مُؤنِسَ أبياتِ مُؤَذّنَ مَسْجِدِ |
٩ ـ وجاء في تاج العروس للزبيدي :
الديك في كلام أهل اليمن : الرجل المشفق الرؤوف ، ومنه سمّي الديك ديكاً.
والديك أيضاً : الربيع في كلامهم ؛ كأنّه لتلوّن نباته فيكون على التشبيه بالديك.
وممّا يناسب المقام ، قصيدته التي قالها في الديك والغزل والخمر (٢) :
أَمَا تَرَى رَاهِبَ الأسْحَارِ قَدْ هَتَفا |
|
وَحَثّ تَغْريدَه لمّا عَلا الشَّعَفا (٣) |
أوْفَى بِصِبغ أبِي قَابوسَ مَفْرَقُهُ |
|
كَدُرّةِ التَّاجِ لِمَّا أنْ عَلا شَرَفا (٤) |
مُشَنَّفٌ بِعَقيق فَوْقَ مَذْبَحِهِ |
|
هَلْ كُنت فِي غَيرِ أُذن تعرف الشُّنُفا (٥) |
__________________
(١) حياة الحيوان : ١ / ٣٤٩.
(٢) ديوان المعاني : ٢ / ١٣٧ ، ومحاضرات الأدباء : ٣ / ٣٠٢ ، وديوان ديك الجن : ١٧٧ ، وديوان ديك الجن (مهنّا) : ١١٧.
(٣) راهب الأسحار : الديك. الشّعفا جمع شعفة : رأس الجبل.
(٤) صبغ أبي قابوس : لون شقائق النعمان.
(٥) مشنّف : علّق في أذنه شنف أي حليّ. العقيق : خرز أحمر. مذبحه : حيث يذبح ، رقبته.