إسحاق بن إبراهيم ، الملقّب بديك الجنِّ ، إذ واش من الوشاة أغرى الرشيد بأن يوقع بهذا الشاعر ، وكان يحثّه على قتله ، وقد ادّعى أن لا يُثبت صانعاً ولا يقول ببعثة ولا نبوّة ، وهو ممّن يقع في الإسلام وأهله ـ على حدّ زعمه ـ وهكذا حمل الرشيد على هذا الإغراء ، فبعث وراء الشاعر ، وبعد حوار واستظهار ما في ضميره ، وجده على خلاف ما قيل له ، بل العداوة والبغضاء والحسد ـ وما أكثرها بين الشعراء وذوي النعم ـ دفعت بهذا الواشي أن يتّهم الشاعر إسحاق بن إبراهيم.
هذه القصّة بما فيها من الأشعار ، نقلها البحراني في كشكوله الجزء الثالث من الصفحة ٥٦ إلى الصفحة ٦١.
وتعليقنا على القصّتين هو :
إنّ في القصّة الأولى يطالعنا اسم الشاعر الحسن الكركدان.
وفي القصة الثانية أنّ الشاعر هو إسحاق بن إبراهيم. وفي القصّة الأولى كانت المحاورة مع المتوكّل ، بينما في القصّة الثانية مع الرشيد.
ثمّ إنّ تهمة الإلحاد جاءت مفتعلة من حسّاد الشاعر.
وعليه كلا القصّتين اجنبيّتان عمّا نحن فيه ، فتأمّل.
أمّا الشعر الذي أورده الشيخ في كشكوله ، فهي أبيات من قصيدة تتكوّن من ١٥ بيتاً.
وقد آثرنا أن نذكرها ؛ حتّى يتمّ التعليق في ما ورد في شأن عقيدة الرجل الذي نحن بصدد ذكر أخباره وأغراضه الشعرية.
أقول : وتكملة الأبيات هي :
طَلَبَ النَّبِيُّ صَحِيفةً لهُمُ |
|
يُمْلِي ليأمَنَهُم مِنَ الغَدْرِ |
فَأَبَوا عَلَيهِ ، وَقَال قائِلُهُم |
|
قُوْمُوا بِنَا قَدْ فَاهَ بالهُجْرِ |