المعجمة ـ ، أصله من مؤته ، وولد في حمص ، وهو شاعر مشهور مجيد ، يذهب مذهب أبي تمّام في شعره ، وكان مقيماً في حمص ، ولم يبرح نواحي الشام ، وكان يتشيّع ، له مراث كثيرة في الحسين بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام : ، وله قصّة لطيفة مع الرشيد مشهورة ، ذكرها الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ، وشيخنا المتبحّر النوري ـ نوّر الله مرقده ـ في كتاب ظلمات الهاوية.
قيل : إنّه لمّا كان شيعيّاً نسبوه إلى الإلحاد ... (١).
من النصّ المتقدّم نفهم : إنّ مؤتة هي الموطن الأصلي لآباء الشاعر (٢) ، بينما ولادة الشاعر ومحلّ إقامته كانت حمص ، ويؤكّد الشيخ القمّي كلام من سبقه في أنّ الشاعر لم يبرح نواحي الشام.
ثمّ يطالعنا القمّي في كون الشاعر له قصّة لطيفة مع الرشيد.
وشيء آخر : إنّ تشيّع ديك الجنِّ أصبح سبباً في قذفه بشتّى التهم ورميه بالإلحاد.
لذا ينبغي ـ في المقام ـ أن أذكر ما وسعني النظر بعد جولة سريعة في سطور الكشكول.
أقول : ورد في الجزء الثالث من كشكول الشيخ يوسف البحراني في الصفحة ٢٩ إلى الصفحة ٣٢ قصّة (الحسن الكركدان المعروف بديك الجنّ) مع المتوكّل العباسي في العراق.
وخلاصة القصّة : إنّ المتوكّل من شدّة سكره يضطرب ـ وبانزعاج ـ
__________________
(١) الكنى : ٢ / ٢١٢.
(٢) كان جدّه تميم من أهل مؤتة ، وأسلم على يدي حبيب بن مسلمة الفهري.
انظر الأغاني : ١٤ / ٢٨٧.