وتوفّي في حدود الأربعين ومائتين (١).
يؤكّد الشاعر على نسبه ويفتخر باعتزاز أنّه من كلب ، فهي خير من أنجبت من الرجال الأشاوس فقال :
كَلبٌ قَبِيلي وكَلبٌ خَيرُ من وَلَدَتْ |
|
حَوّاءُ مِنْ عَرَب غُرٍّ وَمِنْ عَجَمِ |
وعَيَّرَتْنَا وَمَا إن طُلَّ فِي أَحَد |
|
وَطُلّ في مُؤتَة والدِينُ لَم يَرمِ |
ثُمّ يسترسل في شعره ليؤكّد أنّ قبيلته هي التي دافعت عن حمى الإسلام ، وأنّ رجالها اشتركوا في أغلب الحروب والغزوات ، كغزوة أُحد ومُؤته وحنين ويوم الطفوف فيقول :
غَداةَ مؤتةَ والإشراكُ مكتَهلٌ |
|
والدِينُ أمْرَدُ لَم ييفعْ فيحتَلِمِ |
وَيَومَ صفِّينَ مِنْ بَعدِ الخريبةِ كَمْ |
|
دَم اُطِلَّ لِنَصرِ الدِّينِ إِثْرَ دَمِ |
وَفِي الفُراتِ فِداءَ السِبط قَدْ تُرِكَتْ |
|
أشلاؤنا فِي الوَغى لَحْماً على وَضَمِ |
غَدَاة شَالَتْ من التقوى نَعَامَتُها |
|
وآذنتْ صَعقاتُ الحَقِّ بالنّقَمِ |
إن تعبَسِي لدم منّا هُريق بها |
|
فقد حقنّا دَم الإسلام فابتسمي |
ذكر الجهشياري : إنّ حبيب بن عبـد الله بن رغبان ـ الجدّ الأكبر لديك الجنِّ ـ كان كاتباً في أيّام الخليفة المنصور ، وكان يتقلّد الإعطاء ، وكان موجوداً في سنة ثلاث وأربعين ومائة ، وأنّ ديك الجنِّ الشاعر من ولده ، وإليه ينسب مسجد ابن رغبان بمدينة السلام ، وأنّه مولى حبيب بن مسلمة الفهري (٢).
وفي نسبه قال الشيخ عبّاس القمّي في الكنى :
أبو محمّـد ، عبـد السلام بن رَغْبان ـ بفتح الراء المهملة وسكون الغين
__________________
(١) الوافي بالوفيات : ١٨ / ٢٥٧ ، تاريخ أبي الفداء : ٢ / ٣٨.
(٢) وفيات الاعيان : ٣ / ١٨٦.