القرآن شاهد وشافع :
ومَن كان قلبه وعاء كلام الله ، وكأنّ بين جنبيه النبوّة ، فإنّه سيكون له ما للقرآن من قدر وشأن في القيامة ..
فقد جاء في خبر عن سعد الخفّاف ، عن الإمام أبي جعفر عليه السلام أنّه قال : «يا سعد! تعلّموا القرآن ؛ فإنّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق ... حتّى ينتهي إلى ربّ العزة فيناديه تبارك وتعالى : يا حجّتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق! ارفع رأسك وسلْ تعطَ ، واشـفع تُشـفّع ، كيف رأيت عبادي؟
فيقول : يا ربّ! منهم مَن صانني وحافظ علَيّ ولم يضّيع شيئاً ، ومنهم مَن ضيّعني واستخفّ بحقّي وكذّب بي ، وأنا حُجّتك على جميع خلقك.
فيقول الله عزّ وجلّ : وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني! لأُثيبنّ عليك اليوم أحسن الثواب ، ولأُعاقبنّ عليك اليوم أليم العقاب ...» (١).
ففي هذا الخبر نقاط ، منها :
١ ـ إنّ القرآن شاهد على العباد ؛ لأنّ الله يسأله عنهم ، وقد وصفه بالكلام الصادق الناطق.
٢ ـ إنّ القرآن شافع لمَن حافظ عليه ولم يضيّع منه شيئاً ، وهو مشفّع ؛ فللقرآن منزلة الشهادة والشفاعة معاً ، وقد ثبت ذلك لأهل البيت عليهم السلام أيضاً ، فإنّهم «شهداء دار الفناء ، وشفعاء دار البقاء» (٢) ؛ ولذا
__________________
(١) وسائل الشيعة ٦ / ١٦٥ ح ٧٦٣٦ ، الباب الأوّل من أبواب قراءة القرآن.
(٢) بحار الأنوار ٩٧ / ٣٤٤.