أوصى بهما رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأمر بالتمسّك بهما في حديث الثقلين المتواتر ، وغيره من الأحاديث الثابتة عنه ..
وكما أنّ الله جلّ وعلا سيسأل القرآن عن الّذين حافظوا عليه ، وعن الّذين ضـيّعوه ، فإنّه سيسأل الثقلين عن ذلك في يوم القيامة ؛ إذ جاء في الحديث : «إنّ الله سائلكم كيف خلفتموني في كتابه وفي أهل بيتي» (١).
٣ ـ بل إنّ المؤمن أيضاً سيكون له هذه المنزلة ؛ على ما تقدّم ، والله العالم.
حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنّة :
فالمهمّ هو التلاوة بالمعنى المذكور ، ومَن كان كذلك يُعبَّر عنه بـ : «حامل القرآن» ، ويكون له ذلك المقام الرفيع في الآخرة ، وقد جاء في أكثر من خبر : «حملة القرآن في الدنيا عرفاء أهل الجنّة يوم القيامة» (٢).
قال الطريحي : «وفيه : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة. قيل فيه : العرفاء جمع عريف ، وهو : القيّم بأُمور القبيلة والجماعة من الناس ، يلي أُمورهم ويتعرّف الغير منه أحوالهم ، وهو دون الرئيس. وسئل ابن عبّـاس عن معنى : أهل القرآن عرفاء أهل الجنّة ، فقال : رؤساء أهل الجنّة» (٣).
الحافظ للقرآن العامل به :
إذاً ، لا بدّ من العمل ، ومَن قرأ القرآن وحفظه وعمل به كان «مع
__________________
(١) كشف الغمّة ١ / ٥٠.
(٢) وسائل الشيعة ٦ / ١٦٩ ح ٧٦٥٠ ، وص ١٧٥ ح ٧٦٦٥.
(٣) مجمع البحرين ٥ / ٩٧.