فيه ذلك ، وهي أخصّ من القراءة ؛ فكلّ تلاوة قراءة وليس كلّ قراءة تلاوة» (١).
لكن قد ورد في الأخبار تلاوة آيات أو سور خاصّة لأحوال أو أغراض معيّنة.
القرآن عهد الله إلى خلقه :
والمهمُّ هو أنّ «القرآن عهد الله إلى خلقه ـ كما روي عن أبي عبـد الله عليه السلام ـ فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية» (٢).
قال الراغب : «العهد : حفظ الشيء ومراعاته حالاً بعد حال ، وسمّي الموثق الذي يلزم مراعاته : عهداً» (٣) ..
قال الله تعالى : (وَأَوْفُوا بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (٤)
فلمّا أمر عليه وآله الصلاة والسلام بتلاوة القرآن على كلّ حال ، أراد الإيعاز إلى وجوب حفظ القرآن ومراعاته ، في أوامره ونواهيه ، وترغيبه وترهيبه ، في كلّ الأحوال ، ولو أنّ المرء المسلم قرأ في كلّ يوم ـ ولو خمسين آية ـ بهذا القصد لكان من أهل الوفاء بعهد الله ، وقد أفادت الآية المباركة أنّ : مَن وفى بعهد الله فإنّ الله يوفي بعهده ، (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله) (٥)؟!
__________________
(١) مفردات غريب القرآن : ٧٥.
(٢) وسائل الشيعة ٦ / ١٩٨ ح ٧٧٢١.
(٣) مفردات غريب القرآن : ٣٥٠.
(٤) سورة البقرة ٢ : ٤٠.
(٥) سورة التوبة ٩ : ١١١.