الديون عليه ، فلم يوفّق لتلاوة القرآن والمواظبة على ذلك ، وخاف أن يعرضه النسيان ، شكا حاله إلى الإمام عليه السلام ، ففزع عند ذلك حين ذكر القرآن ـ كما في رواية أُخرى عنه في الباب ـ فجعل عليه السلام يؤكّد على الاهتمام به قائلاً : القرآن القرآن ، ثم ذكر له ما لحفظ الآية الواحدة منه من الفضل فضلاً عن كلّه ..
فكأنّه يريد أن يقول له : إنّ تلك الهموم التي أنت فيها على أثر الدَين لا تقاس بما ستخسـره من المراتب ، وما سيصيبك من الهمّ على خسرانها ؛ بسبب تفلّت آية أو سورة واحدة من القرآن منك.
وعلى الجملة ، فإنّه لا ينبغي للمؤمن أن تؤدّي همومه الدنيوية ـ مهما كثرت واشتدّت ـ إلى الغفلة عن التكاليف الدينية والوظائف المعنوية ، وإنّ الأئمّة عليهم السلام ليفزعون إذا علموا بوقوع أحد من شيعتهم في مثل ذلك.
وعليك بتلاوة القرآن على كلّ حال :
هذا في وصـيّة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم لأمير المؤمنين عليه السلام (١) ، فانظر إلى عظمة القرآن وما لتلاوته من الأثر ، حتّى جاء ذلك في وصايا النبيّ ، وأمر بتلاوته على كلّ حال!
و «التلاوة» وإنْ استعملت بمعنى «القراءة» إلاّ أنّها أخصّ منها ؛ فقد قال الراغب الأصبهاني : «التلاوة تختصّ باتّباع كتب الله المنزلة ، تارةً بالقراءة وتارةً بالارتسام ؛ لِما فيها من أمر وترغيب وترهيب ، أو ما يتوهّم
__________________
(١) وسائل الشيعة ٦ / ١٨٦ ح ٧٦٨٧.