جرير للفرزدق ، وجرير للأخطل ، وغير هؤلاء ممّن لم نذكره ، وهو معروف. وإذا كانت هذه
عادتهم ، فإنّما أحيلوا في التحدّي عليها .
فإن قال : عادة
العرب وإن جرت في التحدّي بما ذكرتموه ، فإنّه ليس يمتنع صحّة التّحدّي بالفصاحة
دون طريقة النّظم ، ولا سيّما والفصاحة هي التي يصحّ فيها التفاضل والتباين. وهي أولى بصحّة التحدّي من النّظم الّذي
لا يقع فيه التفاضل.
وإذا كان ذلك كذلك
غير ممتنع فما أنكرتم أن يكون النّبيّ صلىاللهعليهوآله تحدّاهم بالفصاحة دون النّظم ، فأفهمهم قصده فلهذا لم
يستفهموه؟!
قيل له : ليس يمنع
أن يقع التحدّي بالفصاحة دون النّظم ممّن بيّن غرضه
__________________