فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «والذي بعثني بالحقّ ما اخّرتك إلّا لنفسي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي».
قال : «وما أرث يا رسول الله»؟
قال : «ما ورث الأنبياء من قبلي».
قال : «وما ورث الأنبياء من قبلك»؟
قال : «كتاب الله وسنّة نبيّه وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي» ، ثمّ تلا رسول الله «(إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) المتحابّون في الله ينظر بعضهم إلى بعض» (١).
الثاني عشر : أبو المؤيد موفّق بن أحمد ، أخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسين عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي ، أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا أبو سعيد أحمد بن الجليل الماليني ، حدّثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ، [حدّثنا] البغوي إملاء ، حدّثنا حسين الذراع سنة إحدى وثلاثين ومائتين قال : قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة عن عبد المؤمن بن عباد العبدي ، حدّثنا يزيد بن معن عن عبد الله بن شرحبيل عن يزيد بن أبي أوفى قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله في مسجده فقال : «أين فلان بن فلان» فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتّى توافوا عنده فلمّا توافوا عنده حمد الله واثنى عليه فقال : «إنّي محدّثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدثوا من بعدكم أن الله اصطفى من خلقه خلقا ثمّ تلا الله يصطفى من الملائكة رسلا من الناس خلقا يدخلهم الجنّة وإنّي اصطفى منكم من أحبّ أن اصطفى ومواخ بينكم كما أخا الله بين الملائكة» وذكر الحديث المؤاخاة بينهم فقال عليّ عليهالسلام : «لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة».
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «والذي بعثني بالحقّ ما أخرتك إلّا لنفسي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا انّه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي».
قال : «وما أرث منك يا رسول الله»؟
قال : «ما ورثه الأنبياء قبلي».
قال : «وما هو»؟
__________________
(١) نقله عنه ابن البطريق في العمدة : ١٦٧ ، وكتب في هامشه : فضائل الصحابة : ٢ / ٦٣٨ / ح ١٠٨٥.