عليه ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عليّ التطيري قال : أنبأنا أبو عليّ الحدّاد قال : أنبأنا أبو نعيم قال : أنبأنا أحمد بن القاسم بن الريّان البصري بالبصرة قال : أنبأنا أحمد بن القاسم بن إسحاق بن إبراهيم ابن نبيط بن شريط أبو جعفر الأشجعي بمصر قال : حدّثني أبي إسحاق عن أبيه عن جدّه نبيط بن شريط قال : خرجت مع عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه ومعنا عبد الله بن عبّاس فلمّا صرنا إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر جالسا ينكث في الأرض فقال له عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ما الذي أجلسك وحدك هاهنا؟
فقال : لأمر همّني قال عليّ عليهالسلام : افتريد أحدنا ، فقال عمر : إن كان عبد الله ، قال فتخلف معه عبد الله بن العبّاس ومضيت مع عليّ عليهالسلام فأبطأ علينا ابن عبّاس ثمّ لحق بنا فقال له عليّ عليهالسلام ما ورائك؟ قال : يا أبا الحسن اعجوبة من عجائب أمير المؤمنين أخبرك بها واكتم عليّ ، قال : فهلمّ ، قال: لمّا أن وليت وعمر ينظر إلى أثرك قال : آه آه آه ، فقلت : ممّن تتأوه يا أمير المؤمنين؟
قال : من أجل صاحبك وابن عمّك وقد اعطي ما لم يعط أحد من آل رسول اللهصلىاللهعليهوآله ولو لا ثلاث هنّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه ، قلت : ما هنّ يا أمير المؤمنين؟
قال : كثرة دعابته وبغض قريش له وصغر سنه ، قال : فما رددت عليه ، قال : داخلني ما يدخل ابن العم لابن عمه فقلت يا أمير المؤمنين : أمّا كثرة دعابته فقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يداعب ولا يقول إلّا حقّا وأين أنت حيث كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول ونحن حوله صبيان وكهول وشيوخ وشبّان يقول للصبيّ سنانا ولكلّ ما يعلمه الله يشتمل على قلبه ، وأمّا بغض قريش له فو الله ما يبالي ببغضهم له بعد أن جاهدهم في الله حين أظهر الله دينه فقصهم أقرانها وكسر آلهتها وأثكل نسائها في الله لأمّه من لأمّه ، وأمّا صغر سنّه فقد علمت أنّ الله تعالى حيث أنزل عليه (براءة من الله ورسوله) ووجّه النبيّصلىاللهعليهوآله صاحبه ليبلّغ عنه فامره الله أن لا يبلّغ عنه إلّا رجل من أهله فوجّهه به فهل استصغر الله سنّه؟
قال : فقال عمر : لابن عبّاس أمسك عليّ واكتم فإن سمعتها من غيرك لم أنم بين لابتيها (١).
السادس عشر : بالإسناد عن زيد بن تبيع عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام قال : «بعثني رسول اللهصلىاللهعليهوآله حين أنزلت براءة بأربع لا يطوف بالبيت عريان ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا ومن كانت بينه وبين رسول الله صلىاللهعليهوآله عهد فهو إلى مدّته ولا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة» (٢)
السابع عشر : وبالإسناد عن أنس بن مالك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث براءة مع أبي بكر إلى أهل مكّة
__________________
(١) فرائد السمطين : ١ / ٣٤ (٣) ٣٣٦.
(٢) مسند أحمد : ١ / ٣ والمستدرك : ٢ / ٣٣١.