كنّا نظنّ أنّ لنا في هذا الأمر نصيبا استبدّ به علينا ، فقال أبو بكر : والله لقرابة رسول اللهصلىاللهعليهوآله أحبّ إليّ من قرابتي ، فلم يزل عليّ عليهالسلام يذكر حقّه وقرابته حتّى بكى أبو بكر فقال : ميعادك العشيّة ، فلمّا صلّى أبو بكر الظهر خطب وذكر عليّا وبيعته فقال عليّ عليهالسلام : انّه لم يحبسني عن بيعة أبي بكر أن لا أكون عارفا بحقّه ، ولكن نرى أنّ لنا في الأمر نصيبا استبدّ به علينا ثمّ بايع أبا بكر فقال المسلمون : أصبت وأحسنت.
قال السيّد عقيب الحديث : ومن تأمّل هذا الخبر وما جرى مجراه علم كيف وقعت البيعة وما الدّاعي إليها ، ولو كانت والحال سليمة والنيّات صافية والتهمة مرتفعة لما منع أبا بكر أن يصير إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وحده (١).
السادس والعشرون : السيّد قال : روى إبراهيم الثقفي عن محمّد بن أبي عمر عن أبيه عن صالح ابن أبي سود عن عقبة بن سنان عن الزهري قال : ما بايع عليّ إلّا بعد ستّة أشهر وما اجترئ عليه إلّا بعد موت فاطمة عليهاالسلام (٢).
السابع والعشرون : السيّد قال : روى إبراهيم بن أبي شيبة عن خالد بن مخلّد البجلي عن داود بن يزيد الأزدي عن أبيه عن عديّ بن حاتم قال : إنّي لجالس عند أبي بكر إذ جيء بعليّ عليهالسلام وقال له : بايع ، فقال له عليّ عليهالسلام : فإن أنا لم ابايع؟ قال : اضرب الذي فيه عيناك ، فرفع رأسه إلى السماء وقال : اللهمّ اشهد ، ثمّ مدّ يده فبايعه وقد روى هذا المعنى من طرق كثيرة مختلفة وبألفاظ متقاربة المعنى وإن اختلف لفظها وأنّه عليهالسلام كان يقول في ذلك اليوم لما اكره على البيعة وحذّر من التقاعد عنها : يا ابن أمّ انّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين ، ويردّد ويكرّر(٣).
الثامن والعشرون : السيّد قال : وروى الثقفي قال : حدّثني محمّد بن عليّ عن عاصم بن عامر البجلي عن نوح بن درّاج عن محمد بن إسحاق عن سفيان بن فروة عن أبيه قال : جاء بريدة حتّى ذكر له اسلم قال : لا ابايع حتّى يبايع عليّ عليهالسلام فقال علي : يا بريدة ادخل فيما دخل الناس فيه فإنّ اجتماعهم أحبّ إليّ من اختلافهم اليوم (٤).
التاسع والعشرون : السيّد قال : روى إبراهيم قال : حدّثني محمد بن أبي عمر قال : حدّثنا محمد ابن إسحاق عن موسى بن عبد الله بن الحسن قال : أنت اسلم أن تبايع فقالوا : ما كنّا نبايع حتّى يبايع
__________________
(١) الشافي : ٣ / ٢٤٢.
(٢) الشافي : ٣ / ٢٤٢.
(٣) الشافي : ٣ / ٢٤٤.
(٤) الشافي : ٣ / ٢٤٣.