باب فاطمة بابي وبيتها بيتي فمن هتكه هتك حجاب الله» قال عيسى ـ يعني راوي الحديث ـ : فبكى أبو الحسن صلوات الله عليه طويلا وقطع عنه بقية الحديث وأكثر البكاء قال : «هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله هتك والله حجاب الله يا محمد (١) صلوات الله عليه» (٢).
الحادي والأربعون : ابن طاوس قدسسره في الطرائف (٣) الثلاث والثلاثين يرفعه إلى عيسى قال : سألته يعني أبا الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام قال : قلت : ما تقول فإن الناس قد أكثروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ثم عمر فأطرق عني مليا ثم قال : «ليس كما ذكروا ولكنّك يا عيسى كثير البحث في الامور وليس ترضى عنها إلّا بكشفها ، فقلت : بأبي أنت وامي إنّما أسألك منها عما أنتفع به في ديني [وأتفقه] مخافة أن أضل وأنا لا أدري ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي؟ فقال : إن النبي صلىاللهعليهوآله لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره واغمى عليه وحضرت الصلاة فأذن بها فخرجت عائشة فقالت : يا عمر اخرج فصلّ بالناس فقال لها عمر : أبوك أولى بها ، فقالت : صدقت ولكنه رجل لين وأكره أن يواثبه القوم فصلّ أنت ، فقال لها عمر : بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب ، وتحرك متحرك ومع أنّ محمدا مغمى عليه لا أراه يفيق منها والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه ـ يريد عليا ـ فبادر الصلاة قبل أن يفيق فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة وقد سمعت مناجاته منذ الليلة وفي آخر كلامه يقول : الصلاة الصلاة قال : ثم خرج أبو بكر ليصلي بالناس فأنكر القوم ذلك ثم ظنوا أنه بأمر رسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يكبر حتى أفاق صلىاللهعليهوآله قال : ادعوا إليّ العباس فحملاه هو وعلي فأخرجاه حتى صلّى بالناس وإنّه لقاعد ثم حمل فوضع على منبره فلم يجلس بعد ذلك على المنبر واجتمع إليه جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزن (٤) العواتق من خدورهنّ فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع والنبي يخطب ساعة ويسكت ساعة وكان مما ذكر في خطبته أن قال : يا معاشر المهاجرين والأنصار ومن حضرني في يومي هذا وساعته هذه [من الجن والانس] فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان ما فرط الله فيه من شيء حجة الله لي عليكم وخلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيّي علي بن أبي طالب ألا هو حبل الله فاعتصموا به ولا تفرقوا عنه
__________________
(١) في البحار : يا أمه ، وفي الهامش عن المصدر : يا أمه يا أمه.
(٢) بحار الأنوار : ٢٢ / ٤٧٧ ح ٢٧ عن كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير ، ولم نجده في الطرائف المطبوع ومجمع النورين للمرندي : ٣٤٨ عن ابن طاوس الطرف : ١٨ ـ ٢١ ـ ٢٧.
(٣) قلنا سابقا أنه عن كتاب الطرف لا الطرائف.
(٤) في المصدر : برزت.