عليّ بهذا عند الله عزوجل أن أبا ذر حدثني بهذا وقال أبو ذر مثل ذلك وقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله حدثني به جبرائيل عليهالسلام عن الله تبارك وتعالى (١).
الأربعون : صاحب الطرائف في الطرائف الثلاث والثلاثين (٢) وهو السيد بن طاوس عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : «لما حضرت رسول الله الوفاة دعا الأنصار قال : يا معاشر الأنصار قد حان الفراق وقد دعيت وأنا مجيب الداعي فقد جاورتم فأحسنتم الجوار ونصرتم فأحسنتم النصرة وواسيتم في الأموال ووسعتم في المسكن (٣) وبذلتم مهج النفوس والله مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى ، وقد بقيت واحدة هي تمام الأمر وخاتمة العمل ، العمل معها مقرون به جميعا إنّي أرى أن لا أفرق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من آتى بواحدة وترك الاخرى كان جاحدا للأولى ولا يقبل الله منه عملا من الأعمال صرفا ولا عدلا. قالوا : يا رسول الله أين لنا نعرفها (٤) ولا : نمسك عنها فنضل ونرتدّ عن الإسلام ، والنعمة من الله ومن رسوله علينا فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله فقد بلغت ونصحت وأديت وكنت بنا رءوفا رحيما شفيقا مشفقا فما هم يا رسول الله؟
قال لهم : كتاب الله وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجة والنور والبرهان ، كلام الله جديد غض طري وشاهد وحاكم عادل [ولنا] قائد بحلاله وحرامه وأحكامه يقوم غدا فيحاج به أقواما فتزل أقدامهم عن الصراط ، فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ألا وإنّ الإسلام سقف تحته دعامة ولا يقوم السقف إلّا بها ، فلو أنّ أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته أوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار ، أيها الناس الدعامة دعامة الإسلام وذلك قوله تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (٥) فالعمل الصالح طاعة الإمام ولي الأمر والتمسك بحبل الله ألا فهمتم؟ الله الله في أهل بيتي مصابيح الظلام ومعادن العلم وينابيع الحكم ومستقر الملائكة ، منهم وصيّي وأميني ووارثي وهو مني بمنزلة هارون من موسى ألا قد بلغت والله يا معاشر الأنصار لتعرفن الله ورسوله بما عهد إليكم أو لتضربن بعدي بالذل ، يا معاشر الأنصار ألا اسمعوا [ومن حضر] ألا إنّ
__________________
(١) الخصال : ٤٥٧ / ح ٢.
(٢) الحديث ليس في الطرائف نعم هو في البحار ينقله عن كتاب الطرف لابن طاوس وكذلك في مجمع النورين للمرندي ينقله عن كتاب الطرف لابن طاوس ، والذي صرح به أنه جعله متمما لكتاب الطرائف.
(٣) في البحار : المسلمين وبالهامش عن المصدر : السكنى.
(٤) في البحار : بمعرفتها.
(٥) فاطر : ١٠.