(وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) (١).
يا أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم وما بعد اليوم من أحبّه وتولّاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله وأدى ما أوجب عليه ، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى أصم لا حجة له عند الله.
أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم أمامكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة ألا وإنّ هذا الأمر له أصحاب وآيات وقد سمّاهم الله في كتابه وعرفتكم وأبلغتكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون لا ترجعن بعدي كفّارا مرتدين متأولين للكتاب على غير معرفة وتبتدعون السنّة بالهوى ، لأن كل سنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل ، القرآن إمام هدى له قائد يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ولي الأمر بعد وليه (٢) ووارث علمي وحكمي وسري وعلانيتي وما ورثه النبيّون من قبلي ، وأنا وارث ومورث فلا تكذبكم (٣) أنفسكم.
أيها الناس الله الله في أهل بيتي فإنهم أركان الدين ومصابيح الظلم ومعدن العلم ، عليّ أخي ووارثي ووزيري وأميني والقائم [بأمري] بعدي والوافي بعهدي على سنتي ويقتل على سنّتي ، وأول الناس إيمانا وآخرهم عهدا بي عند الموت وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة ، وليبلغ شاهدكم غائبكم ألا ومن أمّ قوما عميا (٤) وفي الامة من هو أعلم منه فقد كفر ، أيها الناس من كانت له قبلي تبعات فها أنا ذا ومن كانت له عندي عداة فليأت فيها علي بن أبي طالب فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لأحد عليّ تبعة» (٥).
الثاني والأربعون : محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي ابن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير : قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٦) فقال : «نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام والحسن والحسين عليهماالسلام ، فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم علي وأهل بيته في كتاب الله عزوجل؟ قال : فقال : قولوا لهم : إنّ رسول
__________________
(١) آل عمران : ١٠٣.
(٢) في المصدر : ولي الامر بعدي.
(٣) في مجمع النورين والبحار والمصدر : فلا يكذبنكم.
(٤) في المصادر : إمامة عمياء.
(٥) البحار : ٢٢ / ٤٨٧ ح ٣١ ، وخصائص الائمة للرضي : ٧٣ ، ومجمع النورين : ٦٧.
(٦) النساء : ٥٩.