الأُبّهة ـ أحقر من قلامة (١) ، وأقذر من قمامة ، قامت صلوات الله عليها فقالـت :
« صَدَقَ اللهُ كَذلِكَ حينَ يَقول : ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَىٰ أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ) (٢) .
أَظَنَنْتَ يا يَزيد حَيْث أَخَذْتَ عَلَيْنا أَقطارَ الأَرْضِ وَآفاقَ السَـماءِ ، فَأصْبَحْنا نُسـاقُ بَيْنَ يَدَيْكَ كَما تُسـاقُ الأُسـارىٰ ، أنّ بِنـا عَلىٰ اللهِ هَوانـاً وَبِـكَ عَلَيهِ كَرامَة ، وَأنّ ذلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِنْدَه ؟ ! فَشَمَخْتَ بِأنْفِكَ ، وَنَظَرْتَ في عطْفِكَ ، جَذلان مَسْـروراً ، حَيْث رَأيْتَ الدُنْيا لَكَ مُسـْتَوْسِـقة (٣) ، وَالأُمور مُتّسـِقَة ، وَحِينَ صَفا لَكَ مُلْـكُـنا وَسـُلطانُنا .
فَمَهْلاً مَهْلاً ! أَنَسـيتَ قَولَ اللهِ عَزّ وَجَلّ : ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ) (٤) ؟ !
أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمـاءك ، وسـوقك بنات رسـول الله سـبايا ؟ ! قد هتكت سـتورهنّ ، وأبديت . . .
__________________
(١) القُلامة : اسم ما قطع من طرف الظفر .
ٱنظر : لسان العرب ١١ / ٢٩١ مادّة « قلم » .
(٢) سـورة الروم ٣٠ : ١٠ .
(٣) وسقَ : وسقه يَسِقُه وسقاً ووسوقاً ؛ أي : ضَمَّهُ وجمعه وحمله ، وٱسـتوسقت الإبل ؛ أي : اجتمعت ، اسـتوسقَ لك الأمر : أمكنَك ، ومسـتوسقة : مجتمعة .
ٱنظر : تاج العروس ١٣ / ٤٨١ مادّة « وسق » .
(٤) سورة آل عمران ٣ : ١٧٨ .