فبـينما [ هـم ] علىٰ هـذا ومثله ، إذ أدخلوا سـبي آل محمّـد صلىاللهعليهوآلهوسلم مربّـقين (١) بالحبال ، بين نسـاء وأطفال . .
هنـاك اسـتفزّته نشـوة الأُنـس والطـرب ، وتمنّىٰ حضور أشـياخه قـتلىٰ بـدر ، من عتبـة وشـيبة والوليد (٢) ؛ ليشـاهدوا أخـذه بثـأرهم ، وقيـامه بأوتـارهم ، وأنّه زاد علىٰ أخذ الثـار بقتل الرجال وسـبي العيـال ، قائـلاً :
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
.................................. (٣) |
__________________
(١) الربقة : الحبل ، أو عروة في الحبل تُجعل في عنق الحيوان ، والربق بالفتح : مصدر قولك : رَبَـقْـتُ الشاة والجدي أرْبُـقُها وأربِقُها ربقاً ، وربَّـقها : شدّها في الربقة .
ٱنظر : لسان العرب ٥ / ١٢٣ مادّة « ربق » .
(٢) لقد برز عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وٱبنه الوليد يوم بدر إلىٰ القتال ، فبرز لهم الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وحمزة عمّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعبـيدة بن الحارث ؛ فقتل أميرُ المؤمنين الوليدَ بن عتبة ، وقتل حمزةُ شيبةَ بن ربيعة ، وٱختلف عبيـدة وعتبة بينهما بضربتين كلاهمـا أثبت صاحبه ، وكرَّ الإمام عليّ عليهالسلام علىٰ عتبة فقتله .
وعتبة بن ربيعة ، هو والد هند زوجة أبي سفيان ، أُمّ معاوية وجدّة يزيد ؛ لذا هو يستذكر هنا أجداده من مشركي قريش الّذين هلكوا في معركة بدر الكبرىٰ علىٰ يد أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، ويعدّ انتصاره علىٰ الإمام الحسـين عليهالسلام هو أخذٌ بثارات بدر .
ٱنظر: تاريخ الطبري ٢ / ٣٢ .
(٣) صدر بيت للشاعر عبـد الله بن الـزِّبعْرىٰ من قصيدة قالها يوم أُحد ، جاءت في ١٦ بيتاً ، مطلعها :
يا غرابَ البينِ ما شئت فقلْ |
|
إنّما تندبُ أمراً قد فُعِلْ |
ثمّ يقول :
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسلْ |
=