بنشوتين : نشـوة الملك ، ونشـوة الفتح والظفر (١) ، ودونه طواغيت بني أُميّة من الأعياص والعنابسـة (٢) من بني عبـد شـمس ، وهم علىٰ كراسـي الذهب والعاج ، يرفُـلون (٣) بحلل الديباج . .
وهذه أقداح الشـراب والخمور ، ونخب الفرح والسـرور تدار عليه وعليهم ، والأعواد والمزامير تضرب لديهم . .
__________________
(١) أقـول : نقل لنا أصحاب السير والتواريخ أنّ الله عزّ وجلّ نغّص نشوة يزيد بقتله أبي عبـد الله الحسـين عليهالسلام في لحظات ، ولم يدعه يهنأ بهذه النشوة ؛ ذلك حين جبهه يحيىٰ بن الحكم أخو مروان ، قائلاً :
لهام بِجَنبِ الطَّفِّ أدنىٰ قرابةً |
|
مِن ابنِ زياد العبدِ ذي الحسب الوغلِ |
سُميّة أضحىٰ نسلُها عَدَد الحصىٰ |
|
وبنتُ رسولِ الله أضحتْ بلا نسلِ |
وكذلك عندما اعترض عليـه أبو برزة الأسلمي صاحـب رسـول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قائلاً : « ويحك يا يزيد ! أتنكث بقضيبك ثغر الحسين ابن فاطمة ؟ ! أشهد لقـد رأيت النبيّ يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسـن ، ويقول : أنتما سـيّدا شـباب أهل الجنّـة ، فقتل الله قاتِلَـكُما ولعنه ، وأعدّ لهم جهنّم وسـاءت مصيـراً » .
ٱنظر : أنساب الأشراف ٣ / ٤١٢ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٨ ـ ٣٤١ ، البدء والتاريخ ٢ / ٢٤٢ .
(٢) كان لأُميّة بن عبـد شمس من الوَلَد أحدَ عشرَ ذكراً ، كلُّ واحد منهم يُكنّىٰ باسم صاحبه ، فمنهم :
الأعياص ، وهـم : العاص وأبو العاص ، والعيص وأبو العيص ، والعويص لا كَنِيَّ لـه .
والعنابـس ، وهم : حرب وأبو حرب ، وسفيان وأبو سفيان ، وعمرو وأبو عمرو ؛ وإنّما سُمّوا العنابس لأنّهم ثبتوا مع أخيهم حَرب بن أُميّة بعكاظ ، وعقلوا أنفسهم وقاتلوا قتالاً شديداً فشُـبِّهوا بالأسد ، والأسود يقال لها العنابس ، واحدها عنبـسـة .
ٱنظر : الأغاني ١ / ١٧ ـ ١٨ ، لسان العرب ٩ / ٤١٥ مادّة « عنبس » .
(٣) الـرَّفْـلُ : جَـرُّ الذيل ورَكْـضُـه بالـرِّجْل ، ورَفَـلَ الـرَّجُـلُ في ثيابه يَرفُـلُ إذا أطالها وجرّها متبختراً .
ٱنظر : لسان العرب ٥ / ٢٧٥ ـ ٢٧٦ مادّة « رفل » .