وشـنارها (١) .
ويلكم ! أتدرون أيَّ كبـدٍ لرسـول الله فريتم ؟ ! وأيَّ كريمة له أبرزتم ؟ ! وأيَّ دم له سـفكـتم ؟ !
أفعجبتم أن قطرت السماء دماءً ( وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ) (٢) وأنتم لا تنصـرون ، فلا يسـتخفنّكم الجهل ، فإنّه لا يحفزه البِدار (٣) ، ولا يخاف فوت الثار ، وإنّ ربّـكم لبالمرصاد .
قال : فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارىٰ يبكون ، وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ، ورأيت شـيخاً يبكي حتّىٰ اخضلّت لحيته وهو يقول : بأبي أنتم ، كهولكم خير الكهول ، وشـبابكم خير الشـباب ، ونسـاؤكم خيـر النسـاء ، ونسـلكم خيـر نسـل ، لا يذلّ ولا يخـزىٰ » (٤) .
__________________
(١) الـشِّـنار : أقبح العيب والعار .
ٱنظر : لسان العرب ٧ / ٢١١ مادّة « شنر » .
(٢) سورة فصّلت ٤١ : ١٦ .
(٣) بادَرَ الشيء مبادَرَةً وبِداراً وٱبتَدَرَهُ وبَدَرَ غيره إليه يَـبْـدُرُه : عاجَلهُ ، ولا يحفزه البِدار ؛ أي لا تدفعه المعاجلة ، والضمير عائد إلىٰ الله سـبحانه وتعالىٰ .
ٱنظر : لسان العرب ١ / ٣٤٠ مادّة « بدر » .
(٤) ٱنظر : الأمالي ـ للشيخ المفيد ـ : ٣٢١ ـ ٣٢٤ ، الأمالي ـ للطوسي ـ : ٩١ المجلس الثالث رقم ١٤٢ ، الاحتجاج ٢ / ١٠٩ ـ ١١٤ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٤٥ ـ ٤٧ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٩٢ ـ ١٩٤ .
وقد أورد ابن طيفور الخطبة كاملة ، إلّا أنّه نسـبها إلىٰ أُمّ كلثـوم بنـت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فـقـال : « . . . ، عن حـذام الأسدي ـ وقال مرّة أُخرىٰ : حذيم ـ ، قال : قَدمْت الكوفـة . . . إلىٰ أن قال : ورأيت أُمّ كلثوم ـ رضي الله عنها ـ ولم أرَ خفرة . . . إلىٰ أن قال : ورأيت شيخاً كبيراً من بني جعفي ، وقد اخضلّت لحيته من دموع عينه ، وهو يقول :
كهولكم خيرُ الكهول ونَسْلُهُمُ |
|
إذا عُدَّ نسلٌ لا يبورُ ولا يُخزىٰ » |
ٱنظر : بلاغات النساء : ٧٤ ـ ٧٧ .