المحصبُ ) (١) ، فجعل أهل الكوفة ينوحون ويبكون ، فقال عليّ بن الحسـين عليهالسلام وقد أنهكـته العلّة : « تقتلنا رجالكم وتبكينا نسـاؤكم ، فالحَـكَـمُ بيننا وبينكم الله يوم فصـل القضـاء » (٢) .
ثمّ تعاظمت الفجيعة فصار الرجال والنسـاء يبكون معاً ، فقال عليهالسلام : « أتبكون وتنوحون لنا ؟ ! فمن قتلنا ؟ ! » (٣) .
قال بشـر بن خزيم الأسـدي (٤) : ونظرت إلىٰ زينب بنت عليّ عليهالسلام
__________________
(١) عجز بيت للشيخ هاشم الكعبي ، من قصيدة طويلة يرثي بها الإمام الحسـين عليهالسلام في ٩٩ بيتاً ، مطلعها :
مُنىٰ القلب أن تدنو منّي بعولةٍ |
|
وللركب قصدٌ دون ذاك ومطلبُ |
إلىٰ أن يقول :
ورحن كما شاء العدوّ بعولةٍ |
|
يذوب الصفا منها ويشجي المحصبُ |
ويقول في آخر القصيـدة :
ولي منك موعودٌ أرجىٰ نجاحه |
|
وموعدك الحقّ الذي ليس يكذبُ |
والناظم هو : الشـيخ هاشـم بن حردان الكعبي الدورقي ، وُلد ونشأ في ( الدورق ) مسكن عشائر كعب في الأهواز ، ثمّ سكن كربلاء والنجف ؛ وهو من فحول الشعراء وفي طليعتهم ، نظم في رثاء أهل البيت عليهمالسلام فأكثر وأبدع وأجاد ، له ديوان أكثره في الأئمّة عليهمالسلام ويضمّ بين دفّـتيه عشرين قصيدة حسـينية أو أكـثر ، توفّي سـنة ١٢٣١ هـ .
ٱنظر : الديوان : ١ ـ ٦ ، أدب الطفّ ٦ / ٢١٨ .
(٢) الكلام لأُمّ كلثوم بنت الإمام أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام كما في : ينابيع المودّة ٣ / ٨٦ ، بحار الأنوار ٤٥ / ١١٥ .
(٣) ٱنظر : مقتل الحسـين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ١٤٧ ، مقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ٤٥ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٩٢ .
(٤)
كذا في الأصـل ، وقد اختلف أصحاب السـير والتواريخ في ضبط اسـمه ، ففي بلاغـات النسـاء : ٧٤ ـ ٧٧ : حـذام الأسـدي ، ومـرّة أُخـرىٰ حذيـم ، وفي
الأمـالي ـ للشـيخ المفيد ـ : ٣١٢ : حذلم بن سـتير ، وفي نسـخة بدل : حذلم بن بشـير ،
=