لمنِ الصبيُّ بجانبِ البطحاءِ |
|
..................................... |
البيتيـن (١) .
وما كانت تلك الشـجاعة منها سـلام الله عليها في مرّة أو مـرّتيـن ، بل كانت كلّما ضاق الأمر ، واشـتدّت المحنـة ، وتجـمهـر المتفرّجـون عليهم عند دخولهم الكوفة ، وعند خروجهم منها ، وفي قصـر الإمـارة ، وفي مجلـس ابن زياد ؛ في كلّ ذلك تـتـحـدّىٰ فتُـدْهـش ، وتحـتـجّ فتُفْلـج ، وتخطب فتُعْجب ، تخطب خطبة البليغِ المُدِرِّ (٢) ، والمِصْـقَـعِ (٣) المُـفَـوَّهِ (٤) الذي تهيّـأت له كلّ أسـباب الـدَّعَـة (٥) والراحـة والفـراغ والطمـأنينـة .
دخل السـبي إلىٰ الكوفة بحال ( يذوب الصفا منها ويشـجي
__________________
(١) قال حسّان بن ثابت لهند ابنة عتبة بن ربيعة :
لِمَنْ الصَّبِيُّ بِجانِبِ البَطْحاءِ |
|
ملقىً عليه غَيرَ ذي مَهْدِ |
نَجَلَتْ بِهِ بيضاءُ آنِسَةٌ |
|
مِن عَبْدِ شَمْسٍ صَلْتَةُ الخَدِّ |
ٱنظر : ديوان حسّان بن ثابت ١ / ٣٩٦ .
(٢) الـمُدِرُّ : المكـثِـر السَّـيّال ، ودَرَّت السماء بالمطر دَرّاً ، إذا كـثر مطرها ، وسـماء مِدرارٌ أي : تدرّ المطر .
وهي هنا كناية عن غزارة علم عقيلة بني هاشم السـيّدة زينب سلام الله عليها وبلاغتها .
ٱنظر : لسان العرب ٤ / ٣٢٤ ـ ٣٢٦ مادّة « درر » .
(٣) المِصْـقَـعُ : البليغ الماهر في خُطبته ، والجمع : مصاقِـع .
ٱنظر : تاج العروس ١١ / ٢٧٥ مادّة « صقع » .
(٤) المُـفَـوَّهُ : الرجل الذي يجيد القول .
ٱنظر : لسان العرب ١٠ / ٣٥٦ مادّة « فوه » .
(٥) الـدَّعَـةُ : السكينة والوقار والـتَّـرَفُّـه .
ٱنظر : لسان العرب ١٥ / ٢٥٠ ـ ٢٥١ مادّة « ودع » .