الخداع والمكر .
لا يا بن مرجانة ! هذه زينب بنت عليٍّ الذي عَلَّمَ الناس الفصاحة ، والبراعة ، والشـجاعة ، والسـجاعة .
هذه زينب بنت الزهراء البتول ، لا كمرجانة وسـميّة ذوات الأعلام في الجاهلية والإسـلام (١) .
هذه زينب بنت الطاهرة العذراء ، لا كهند الخرقاء (٢) ، صـاحبة القارعة (٣) والفاكّة (٤) ، التي يقول فيها حسّان شاعر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) سميّة : هي جارية للحـرث بن كلدة ، الطبيب الثقفي ، كانت من البغايا ذوات الرايات بالطائف ، وتسكن حارة البغايا خارجاً عن الحضر ، وتؤدّي الضريبة للحـرث ، وكان قد زوّجـها من غلام رومي له اسـمه : عبيد ، وفي أحد أسفار أبي سفيان للطائف طلب من أبي مريم الخمّار بغيّاً ، فقدّم له سميّة فعلقت بزياد ووضعته علىٰ فراش عبيد سنة إحدىٰ من الهجرة ، وكان يُنسب إليه ، ألحقه معاوية بأبيه أبي سفيان فقيل له : زياد بن أبي سفيان .
ومرجانة : هي زوجة زياد بن أبي سفيان ، وأُمّ عبيـد الله بن زياد .
ٱنظر : الاستيعاب ٢ / ٥٢٣ رقم ٨٢٥ ، أُسد الغابة ٢ / ١١٩ رقم ١٨٠٠ ، مروج الذهب ٣ / ٦ .
(٢) الخُرق : الجهل والحُمق ؛ خَرُقَ خُرقاً ، فهو أخرق ، والأُنثىٰ خرقاء ، وٱمرأة خرقاء : أي غير صَنَاع ولا لها رِفق ، فإذا بنت بيتاً انهدم سريعاً .
ٱنظر : لسان العرب ٤ / ٧٤ مادّة « خرق » .
(٣) قارعة الدارِ : ساحَتها ، وقارعة الطريق : أعلاه ، وقيل : وسطه ، وقيل : هو نفس الطريق .
وصـاحبة القارعة : كنايـة عـن المـرأة التـي تكثـر الجلوس علىٰ قارعـة الطريق ولا يسلم من لسانها المارّة ، ولا تبالي بما يقال فيها .
ٱنظر : لسان العرب ١١ / ١٢٣ مادّة « قرع » .
(٤) الفاكُّ : الـهَرمُ من الإبل والناس ، فَكَّ يَفُكُّ فكّاً وفكوكاً ، وشيخ فاكٌّ إذا انفرج لحياه من الهَرم .
ٱنظر : لسان العرب ١٠ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨ مادّة « فكك » .