كما قتلوا الأطفال (١) ، ولكنّ الحربَ لها أحكام وشـواذّ لا تجري في غيرها .
لا ، وكلّا ، لا يسـتطيع ابن زياد ـ مهما طغىٰ وتجبّر ـ أن يقتل سـاعة السـلم امرأة عزلاء ، أسـيرة بين يديه ، لا تحمل من السـلاح إلّا قلبها ولسـانها ، قلبها درعها ، ولسـانها [ سـيفها ] ، لا يسـتطيع أن يقتل امرأة مهما تجـرّأت عليه ، بل ولا يسـتطيع أن يمدّ يده إليها فيضربها (٢) .
__________________
= الاستشهاد بين يدي الإمام عليهالسلام ليكون شـفيعاً له عند ربّـه يوم القيامة ، إلّا أنّ زوجته أخذت ـ بعد ذلك ـ عموداً فأقبلت نحوه وهي تقول : فداك أبي وأُمّي ! قاتل دون الطيّبين حرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فأقبل ليردّها إلىٰ النساء ، فأخذت بثوبه وقالت : لن أعود دون أن أموت معك ؛ وظلّت تقاتل معه إلىٰ أن ردّها الإمام الحسـين عليهالسلام إلىٰ الخيمـة .
ٱنظـر : الفتـوح ـ لابن أعثـم الكوفـي ـ ٥ / ١١٦ ـ ١١٧ ، مناقـب آل أبي طـالب ـ لابن شهر آشوب ـ ٤ / ١٠٩ ـ ١١٠ ، مـقتل الحسـين ـ للخوارزمي ـ ٢ / ١٥ ـ ١٦ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٦١ .
(١) وٱستُشهد مع الإمام أبي عبـد الله الحسين عليهالسلام يوم الطفّ من الأطفال الّذين لم يبلغوا الحلم خمسة ، وهم : عبـد الله بن الحسين الرضيع ، وعبـد الله بن الحسن ، ومحمّد بن أبي سعيد ، والقاسم بن الحسن ، وعمرو بن جنادة الأنصاري ؛ وقد ذكر أصحاب السير والتواريخ كيفية اسـتـشهادهم .
ٱنظـر : تاريـخ الطبري ٣ / ٣٣١ ـ ٣٣٤ ، الكامل في التاريـخ ٣ / ٤٢٨ ـ ٤٣٣ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ : ٢ / ٢١ ـ ٢٢ ، مناقب آل أبي طالب ٤ / ١٠٤ .
(٢) أقـول : إنّ ابن مرجانة وأمثاله لا يتوانون ولا يتورّعون عن الاعتداء علىٰ حُرَمِ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهمّه بضرب عقيلة الطالبيّين زينب عليهاالسلام ، التي اعتادت أن ترىٰ مثل هذه الاعتداءات من هؤلاء القوم وأسـيادهم ؛ فمِن قبلُ رأت كيف عاملوا أُمّها الزهراء عليهاالسلام ولم يرعوا لها حرمة بمجـرّد غياب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكيف قادوا أباها عليّاً عليهالسلام ليأخذوا منه البيعة قهراً ، وكيف رموا نعش أخيها الإمام الحسن المجتبىٰ عليهالسلام بالنبل ، لَدَليل علىٰ ذلك ، إلّا أنّ الله تعالىٰ قيّض وجود بعض الّذين تحرّكهم الشـيم والسجايا والأعراف العربية ، وليس الورع والتقوىٰ والمودّة في القربىٰ التي أمر بها الكـتاب العزيز ، ووصّىٰ بها النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ممّا حال دون ذلك .
فانظر وتأمّل !