هذه الناحية المهمّة لذهب قتله سـدىً ، ولفات الغرض والغاية ، فلم يجد بُـدّاً من حمل تلك المصونات معه لتكميل ذلك المشـروع الذي ابتذل نفسـه ونفوس أعزّته في سـبيله .
وعلـم سـلام الله عليـه أنّ بني أُميّـة مهمـا بلغـوا فـي خرق النواميس وهتك الحرمات والتجاوز علىٰ الشـناشـن (١) العربية ، والشـرائع الإسـلامية ، ولكنّهم لا يقدرون علىٰ قتل النسـاء ؛ لا يقدرون علىٰ قتل امرأة مصابة مفجوعة تكلّمت بشـيء من الكلام تبريداً وتسـكيناً للوعتهـا .
ويوم الطفّ وإنْ قَـتَـلَ حزبُ بني أُميّة عدّةً من النساء الوديعات (٢) ،
__________________
(١) الشِّـنْـشِـنة : الطبيعة والخليقة والسَّجيّة ، والشـناشن العربية : يعني السجايا والأخلاق والطبائع العربية .
ٱنظر : لسان العرب ٧ / ٢٢٠ مادّة « شـنن » .
(٢) استُشهدت مع الإمام الحسين عليهالسلام يوم الطفّ امرأةٌ واحدة ، هي : أُمّ وهب النمرية القاسطية ، ذكر ذلك الطبري في تاريخه ، بعد أن سرد قصّة التحاقها هي وزوجها عبـد الله بن عمير الكلبي بركب الإمام عليهالسلام يوم الطفّ ، وخروج زوجها للمبارزة والقتال بين يدي الإمام عليهالسلام ، وخروجها هي أيضاً للقتال شاحذةً همّة زوجها ، مناصرةً لإمام زمانها ، ولكنّ الإمام عليهالسلام منعها وردّها إلىٰ الخيام ، قائلاً لها : ارجعي رحمك الله إلىٰ النساء ، فإنّه ليـس علىٰ النساء قتال .
قال : وخرجت إلىٰ زوجها بعد أن استشهد حتّىٰ جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول : هنيئاً لك الجنّة ؛ فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام له يسمّىٰ رستم : اضرب رأسها بالعمود ! فضرب رأسها فشدخه فماتت مكانها .
تاريخ الطبري ٣ / ٣٢١ ـ ٣٢٢ و ٣٢٦ ، وٱنظر : أنساب الأشراف ٣ / ٣٩٨ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٢٢ ، البداية والنهاية ٨ / ١٤٥ .
إلّا أنّ ابن أعثم الكوفي وٱبن شهر آشوب والخوارزمي وٱبن
طاووس رووا أنّها كانت مع ولدها وهب وزوجته ، التي حاولت أن تثنيه عن الخروج والقتال مع الإمام أبي عبـد الله الحسين عليهالسلام في بادئ الأمر ، لكنّ أُمّه
كانت تشدّ من أزره وتحثّه علىٰ
=