أليـس زين العابـدين عليهالسلام مع أنّـه عليل أسـير ـ والأسـير لا يُقتل ـ قد أمر ابن زياد بقتله لجواب خفيف وقول طفيف ، فإنّ ابن زياد بعد أن فرغ من تحدّي زينب وأخرجته بقوّة العارضة والبيان من الميدان مكعوماً (١) بالخزي والخذلان التفت إلىٰ زين العابدين ، فقال : « من هذا ؟ !
فقيل له : هو عليّ بن الحسـين عليهالسلام .
فقال : أليـس قد قتل الله عليّـاً ؟ !
فقال سـلام الله عليه : كان لي أخ يقال له عليٌ قتله الناس .
فقال ابن زياد : بل الله قتله !
فقال الإمام : ( اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ) (٢) .
فقال له : أَوَبِكَ جرأةٌ علىٰ ردّ جوابي ؟ ! يا غلمان ! خذوه فاضربوا عنقه !
فتعلّقت به زينب ، وقالت : يا بن زياد ! حسـبك من دمائنا ما سـفكت ، فإن عزمت علىٰ قتله فاقتلني معه .
فقال الطاغية : عجبـاً للرحم ! فوالله لَـوَدَّتْ أن تموتَ دونه ، اتركوه لِما به » (٣) .
وما تركه رحمةً لها ، ولكن قد رأىٰ أنّ العلّة والإسـار والأغلال
__________________
(١) الكعام : شيء يجعل علىٰ فم البعير ، كعم يكعمُ كعماً ، فهو مكعوم وكعيم : شدّ فاه ، والجمع : كُعُم .
ٱنظر : لسان العرب ١٢ / ١١٠ مادّة « كعم » .
(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٤٢ .
(٣) ٱنظر : ترجمة الإمام الحسين ـ لابن سعد ـ : ٧٩ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٧ ، مقتل الحسين ـ لابن أعثم الكوفي ـ : ١٥٠ ـ ١٥١ ، الكامل في التاريخ ٣ / ٤٣٥ .