بعشـرة أسـياف إلىٰ أن أحرز الشـهادة في هذا السـبيل .
فإنّه لمّا سـمع خطبة ابن زياد علىٰ منبر الكوفة بعد قتل الحسـين عليهالسلام وهو يقول : « الحمد لله الذي نصر أمير المؤمنين يزيد وأشـياعه ، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب » ، نهضت به الحمية والحماية للحقّ ، وفادىٰ بنفسـه في ذلك الحشـد الرهيب ، فقام وقطع عليه خطبته قائلاً له : « إنّ الكذّاب ابن الكذّاب أنت ومن اسـتعملك يا عدوّ الله ، تقتلون أولاد النبيّين وتتكلّمون بهذا الكلام علىٰ منابر المسـلمين .
فغضب ابن زياد وقال : من هذا المتكلّم ؟ !
فقال : أنا المتكلّم يا عدوّ الله !
أتقتل الذرّيّة الطاهرة الّذين أذهب الله عنهم الرجس وتزعم أنّك علىٰ دين الإسـلام ؟ !
وا غوثاه ! أين أولاد المهاجرين والأنصار لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين علىٰ لسـان محمّـد صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) ؟ !
__________________
(١) هنا إشارة إلىٰ تفسير الآية الكريمة : ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) سورة الإسراء ١٧ : ٦٠ ، التي نزلت في بني أُميّة الّذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، وقد نقلت ذلك كتب التفسير والحديث والتاريخ ، ٱنظر مثلاً :
تفسير الثعلبي ٦ / ١١١ ، تفسير ابن جزيّ الكلبي ٢ / ١٧٤ ، تفسير
القرطبي ١٠ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ، تفسير الفخر الرازي ٢٠ / ٢٣٩ ، زاد المسير ٥ / ٤٠ ـ ٤٢ ، البحر المحيط ٦ / ٥٤ ـ ٥٥ ، تفسير ابن كثير ٣ / ٤٨ ، تفسير البيضاوي ١ / ٥٧٥ ، الكشّـاف ٢ / ٤٥٥ ، الدرّ المنثور ٥ / ٣٠٩ ـ ٣١٠ ، تفسير غرائب القرآن ـ للنيسابوري ـ ٤ / ٣٦١ ـ ٣٦٢ ، فتح القدير ٣ / ٢٣٨ ـ ٢٤٠ ، فتح الباري ٨ / ٥٠٨ ح ٤٧١٦ ، عمدة القاري ١٩ / ٣٠ ، لباب النقول في أسباب النزول ـ بهامش تفسير الجلالين ـ : ٢٣٥ ، مجمع البيان ٦ / ٢٥٠ ، شرح نهج البلاغة ٩ / ٢٢٠ وج ١٢ / ٨١ ، مسـند أحمد
=