ألسـنتهم » (١) ، فمن ذا يقدر أن ينبس (٢) بالحقيقة ، فضلاً عن الإصحار (٣) بها ، وسـيوف يزيد وٱبن زياد فوق أرؤسـهم ، وأموالهم نصب أعينهم ؟ !
وتعلم كيف يلعب الرجاء والخوف في النفوس ، فحينئذ فلا يمرّ حول أو حولان إلّا وقد سـجّل التاريخ أنّ الحسـين عليهالسلام ـ وأسـتغفر الله ـ باغٍ عاتٍ وقد قُتل بحكم شـريعة جدّه .
وبَعّـدَ الناقـدُ فريتَه بقوله : هلّا بايع كما بايع أخـوه الحسـن عليهالسلام ودفع عن نفسـه وأهله القتل ؟ !
كيف ؟ ! وقد قال بعض النواصب في القرون الوسـطىٰ : إنّ الحسـين قتل بسـيف شـريعة جـدّه (٤) .
__________________
(١) ٱنظر : تحف العقول : ١٧٤ ، مقتل الحسين ـ للخوارزمي ـ ١ / ٣٣٧ ، كشف الغمّة ٢ / ٣٢ .
(٢) نَبَسَ ينبسُ نبساً : وهو أقلّ الكلام : وما نبس ، أي : ما تحرّكت شـفتاه بشيء ، وما نبس بكلمة ؛ أي : ما تكلّم .
ٱنظر : لسان العرب ١٤ / ٢٠ مادّة « نبس » .
(٣) الإصـحار : المجاهرة بالشيء ، وأبرز له ما في نفسـه صَحاراً : أي : جاهره به جهاراً .
ٱنظر : لسان العرب ١٧ / ٢٨٩ مادّة « صحر » .
(٤) أقـول : لقد وصـل ببعضهم الكره والبغض ونصب العداوة لأهـل البيت عليهمالسلام إلىٰ درجة النطق بمثل هذه التفاهات والترّهات ، بل قالوا كلمة الكفر ، ومن أمثال هؤلاء النواصب :
أبو بكر بن العربي محمّد بن عبـد الله ، المتوفّىٰ سـنة ٥٤٣ هـ ، راجع تفاهاته في كتابه المسمّىٰ « العواصم من القواصم » ص ٢١١ ـ ٢١٦ .
وعبد الرحمٰن بن خلدون ، المتوفّىٰ سنة ٨٠٨ هـ ، راجع مخاريقه في « مقدّمته » ص ١٧٠ ـ ١٧١ .
وقد تصدّىٰ لإمثال هؤلاء النواصب ، وردّ علىٰ ترّهاتهم
وخرافاتهم المحققُ الكبير
=