وعليه : فيكون قيمة كلّ ثوب مئـتي دينار ( مئة ليرة ذهـب ) .
وأنا لا أدري ما كانت تلك الثياب التي قيمة الواحد مئة ليرة ؟ ! وكم كان معه مثلها ؟ ! ولماذا يحملها وأمثالها معه في تلك المراحل ؟ !
هذه سـؤلة لعلّك في غنىً عن الجواب عنها ، ولكن أيّها الناقد المشـكّك ! أتحسـب أنّ الحسـين عليهالسلام كان صعلوكاً من صعاليك العرب ، ولئيماً من لئامها ، كابن الزبير ، الذي يقول لجنده : « أكلتم تمري وعصيتم أمري » (١) ؟ !
ويقول للوافد عليه ، المسـتجدي منه ، بعد أن قال له : إنّ ناقتي قد نقبت (٢) .
فقال : ارقعها بهلب (٣) ، وٱخصفها بسـبت (٤) .
فقال الوافد : لعن الله ناقةً حملتني إليك .
فقال : إنّ وراكبها » (٥) .
__________________
(١) ٱنظر : شرح نهج البلاغة ٢ / ١٢٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٦٦ .
(٢) النَّقِبْ : رقّة الأخفاف ، نَقِبَ البعيرُ ينقبُ فهو نَقِبٌ ، بالكسر إذا رقّت أخفافه .
ٱنظر : لسان العرب ١٤ / ٢٤٩ مادّة « نقب » .
(٣) الهُلْبُ : الشَّعر كلّه ، وقيل : هو في الذَّنَب وحده ؛ وقيل : هو ما غلظ من الشعر ، والهُـلْبةُ شعر الخنزير الذي يخرز به .
ٱنظر : لسان العرب ١٥ / ١١١ مادّة « هلب » .
(٤) السِّبْتُ ـ بالكسـر ـ : جلود البقر المدبوغة بالقَرظ ، تحُذىٰ منه النَّعال السـبتية .
ٱنظر : لسان العرب ٦ / ١٤٠ مادّة « سـبت » .
(٥) ٱنظر : الأغاني ١ / ١٨ ـ ١٩ ، تاريخ دمشق ٢٨ / ٢٦١ وج ٤٨ / ٢٨٥ ، النهاية في غريب الحديث والأثر ١ / ٧٨ ، شرح نهج البلاغة ٢٠ / ١٣٩ .
وذكر القصّة ابن منظور في لسان العرب ١ / ٢٤٤ مادّة « أنن » وقال : « إنّ وراكبها » ؛ يعني : نعم مع راكبها .