بشـير الحضرمي (١) ـ الذي رواه السـيّد ابن طاووس وغيره حين قيل له ليلة عاشـوراء ليلة القلق والأرق ، الليلة التي كانت المَنايا فيها علىٰ الحَوايا (٢) ، والحِمام يحوم فيها علىٰ الخيام ـ قيل له : « إنّ ابنك أُسـر في ثغرَي الريّ ؛ فقال : عند الله أحتسـبه ونفسـي ، ما أُحبّ أن يؤسـر وأنا أبقىٰ بعده ؛ فسـمع الحسـين عليهالسلام قوله ، فقال له : رحمك الله ، أنت في حلٍّ من بيعتي ، فاعمل في فكاك ابنك .
فقال : أكلتني السـباع حيّـاً إن فارقتك .
قال : فاعط ابنك هذه الأثواب البرود يسـتعين بها في فداء أخيـه .
فأعطاه خمسـة أثواب قيمتها ألف دينار » (٣) .
__________________
(١) كذا في الأصل ، والظاهر أنّ كلمة « بن » ساقطة ؛ لأنّ بعض المصادر التي نقلت القصّة ذكرت أنّه « محمّـد بن بشـير الحضرمي » ؛ كما في : ترجمة الإمام الحسين ومقتله ـ لابن سعد ـ : ٧١ ، تاريخ دمشق ١٤ / ١٨٢ ، اللهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٥٣ ، بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٥٩٢ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٨٣ .
ومصادر أُخرىٰ ذكرت أنّه « بشير بن عمرو الحضرمي » ؛ كما في : مقتل الحسين ـ لأبي مخنف ـ : ١٥٦ ، تاريخ الطبري ٣ / ٣٣٠ .
وترجم له صاحب « تنقيح المقال » قائلاً : « بشر بن عمرو بن الأحدوث الحضرمي الكندي ، كان من حضرموت وعداده في كندة ، وكان تابعيّاً ، وله أولاد معروفون بالمغازي ، وكان ممّن جاء إلىٰ الحسـين عليهالسلام أيّام المهادنة » .
ٱنظر : تنقيح المقال ١ / ١٧٣ رقم ١٣٣١ .
(٢) الحـويَّـة : كساء محشوُّ حول سنام البعير ، وهي السويّة ، والحويّـة لا تكون إلّا للجمال ، والسويّة قد تكون لغيرها ، لذا تقول العرب : المَنايا علىٰ الحَوايا ؛ أي قد تأتي المنيّة للشجاع وهو علىٰ سرجه .
ٱنظر : لسان العرب ٣ / ٤٠٩ مادّة « حوا » .
(٣) ٱنظر : ترجمة الإمام الحسين ومقتله ـ لابن سعد ـ : ٧١ رقم ٢٩٢ ، تاريخ دمشق ١٤ / ١٨٢ ، الملهوف علىٰ قتلىٰ الطفوف : ١٥٣ ـ ١٥٤ ، بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ / ٢٥٩٢ ، تهذيب الكمال ٤ / ٤٨٣ ، بحار الأنوار ٤٤ / ٣٩٤ .