والغرضُ : إنّ هذا الجواب محكم رصين ، وله حظّه من الحقيقـة ، وإذا لم يقنع به الناقد والمشـكّك فهناك :
وجه ثانٍ وجيه أيضاً ، وهو : إنّ الحسـين عليهالسلام في كلّ أدواره وأطواره ، ومنذ نشـأ وشـبّ إلىٰ آخر نفَس من حياته كانت شـيمته الشـمم والشـهامة ، وعزّة النفس والإباء والكرامة ، تتجلّىٰ وتشـعّ من جميع حركاته وسـكـناته ، وكلّ أحواله وملَـكاته ، ولو ذهبنا إلىٰ سـرد الشـواهد علىٰ هذا لجاء كـتاباً مفرداً ، ومجموعاً وافيـاً .
ويخطر لي أنّ الحسـن عليهالسلام لمّا صالح معاوية علىٰ الشـروط التي لم يفِ بشـيء منها ، وكان قد حضر عند معاوية مع خواصّ أصحابه للبيعة ، فبايع الحسـن ومن معه ، وطلب معاوية البيعة من الحسـين عليهالسلام ، فقال : دعه ! فإنّه لا يبايع ، ولكن لا يأتيك منه سـوء .
فقال : حسـبنا منه ذلك (١) .
وبعد أن تمّ الأمر لمعاوية كان الحسـين عليهالسلام إذا اجتمع به في حشـد من محافل الشـام أو الحجاز يناضله ويناظره فيرضخه من القول
__________________
= والشـاعر هـو : جـواد بـن محمّـد حسـين الأسـدي الحـائري ، الشـهيـر بـ ( بدقت ) أو ( بذكت ) ، وُلد في كربلاء عام ١٢١٠ هـ .
كان فاضلاً أديباً مشـهورَ المحبّـة لأهل البيت عليهمالسلام ، ومن مشـاهير شـعراء القرن الثالث عشـر ، سـاجل العديد من شـعراء عصره ، أمثال الشـيخ صالح الكـوّاز كما ذكر ذلك الشـيخ اليعقوبي في « البابليّـات » .
نَظمَ في مختلف أبواب الشعر فأجاد وأبدع ، له ملحمة رائعة يمتدح بها أهل البيت عليهمالسلام ، توفّي سـنة ١٢٨١ هـ .
ٱنظر : أدب الطفّ ٧ / ١٤٤ ـ ١٥١ .
(١) ٱنظر : مناقب آل أبي طالب ـ لابن شهر آشوب ـ ٤ / ٤٠ .