ودفعـاً وقتيـاً ، بل له مقامـه الراهـن مـن الحقيقـة ، ولعلّ الله سـبحانه ، وجـدّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إنّما أمراه بذلك كي يُفتضَح يزيد ويظهر حاله للناس ، نحن لا نقول : إنّ الطريق لهتك يزيد انحصرت بهتك العيال ؛ ولكن نقول : إنّه كان أحد الطرق التي لها التأثيـر الكبير في المقصود .
والقول : إنّه لا يجوز في الدِّين أن يُعَرِّضَ نسـاءه للهتك مهما كان الأمر ؛ فهو منبعث عن البسـاطة والسـذاجة ، فإنّ الذي لا يسـاعد عليه الدِّين ، بل ولا تسـمح به الغيرة ، هو تعريض الإنسـان عِرْضَهُ للهتك الموجب لِما يمسّ الشـرف ، ويخدش رواق العفّة والصيانة ، وسـرادق النجابة والحصانة .
أمّا الهتك الذي تسـتحكم به عرىٰ القدس والطهارة والعزّة والمنعة ، فذلك ممّا لا يشـين ولا يهين ، وتلك الحرائر صلوات الله عليهنّ مهما سَفِـرْنَ فَـهُـنَّ محجّبات ، ومهما تَـبَـذَّلْـنَ فهنّ مَصونات ، وهنّ بحيث النجم من يد المتناول (١) .
يَشُـعُّ علىٰ وجهِ البراقِعِ نورُها |
|
فيحسـب راءٍ أنَّهُنَّ سَـوافِرُ (٢) |
__________________
(١) المراد أنّ حرائر الإمام أبي عبـد الله الحسين عليهالسلام كالنجم في البعد وعلوّ المرتبة ، وفي منزلة يستحيل معها الوصول إليهن أو مسّهنَّ بما يخدش عفّتهنَّ ، روحي وأرواح العالمين لهنّ فداء .
(٢) البيت للشاعر جواد بدقت الأسدي ، ضمن قصيدة من ٣٥ بيتاً ، مطلعها :
بواعث أنّي للغرام مؤازرٌ |
|
رسوم بأعلىٰ الرقمتين دوائرُ |
إلىٰ أن يقول :
يطوف علىٰ وجه البراقع نورها |
|
فيحسب راءٍ أنّهنَّ سوافِرُ |
ويقول في آخر القصيدة :
فيا ليت صدري دون صدرك موطئٌ |
|
ويا ليت خدّي دون خدّك عافرُ |
=