وجاء في حاشية الصبّان : « قيل : أوْلىٰ منه التعبير بـ : اسم التفضيل ؛ ليشمل : خيراً وشرّاً ؛ لأنّهما ليسا علىٰ زنة أفعل ، وأوْلىٰ منهما التعبير بـ : ( اسم الزيادة ) ؛ ليشمل نحو : أجهل وأبخل ، ممّا يدلّ علىٰ زيادة النقص لا علىٰ الفضل .
ويدفع الأوّل بـ : أنّ قوله : ( أفعل ) أي : لفظاً أو تقديراً ، وخيرٌ وشرٌ من الثاني ، ويدفع الثاني بـ : أنّ المراد بالفضل : الزيادة مطلقاً ، في كمال أو نقص » (١) .
ويلاحظ :
إنّ النحاة ما زالوا إلىٰ الآن يستعملون كلّاً من هذين الاسمين : « أفعل التفضيل » و « اسم التفضيل » عنواناً للمعنىٰ الاصطلاحي ، ولم ينفرد به أحدهما دون الآخر .
ولعلّ ابن الحاجب ( ت ٦٤٦ هـ ) أوّل من عرّفه بقوله : « اسم التفضيل : ما اشتقّ من فعل لموصوف بزيادة علىٰ غيره » (٢) .
وقال الجامي في شرحه : « ( ما اشتق ) ، أي : اسم اشتق ( من فعلٍ ) ، أي : حدثٍ ( لموصوف ) قام به الفعل أو وقع عليه . . . ( بزيادة علىٰ غيره ) في أصل ذلك الفعل . . .
فقوله : ( ما اشتق من فعل ) شامل لجميع المشتقّات .
وقوله : ( لموصوف ) يخرج أسماء الزمان والمكان والآلة ؛ لأنّ المراد بالموصوف : ذاتٌ مبهمة ، ولا إبهام في تلك الأسماء .
__________________
(١) حاشية الصبّان علىٰ شرح الأشموني ٣ / ٤٣ .
(٢) شرح الكافية ، الرضي الاسترابادي ، تحقيق يوسف حسن عمر ٣ / ٤٤٧ .