قال أحمد بن عبيد : معنى قوله : «كل نسمة تولد على الفطرة» يعني الفطرة التي فطرهم عليها حين أخرجهم من صلب آدم ، فأقرّوا بتوحيده.
قال الشيخ : وبمعناه رواه المعلى بن زياد ، وأشعث ، ومبارك بن فضالة وغيرهم ، عن الحسن.
٦٠٠ ـ وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، نا هشام بن علي ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا السري بن يحيى ، عن الحسن عن الأسود بن سريع ، قال : وكان شاعرا. قال : غزوت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم أربع غزوات ، وكان أول / من قص. فأفضى بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية فبلغ ذلك النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : «ما بال أقوام أفضى بهم القتل إلى أن قتلوا الذرية» فقال رجل يا رسول الله ، أولاد المشركين! قال : «فإنّه ما من مولود من أمة إلّا يولد على فطرة الإسلام ، حتى يعرب به لسانه ، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه».
كذا رواه مسلم بن إبراهيم ، وخالفه سهل بن بكار ، عن السري فقال : «إنّها ليست نفس تولد إلّا ولدت على الفطرة».
٦٠١ ـ أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق ، أنا محمد بن أيوب عن سهل بن بكّار ، عن السري بن يحيى ، عن الحسن قال : حدث الأسود بن سريع ، فذكره.
وهذا أولى أن يكون صحيحا لموافقته رواية غيره عن الحسن ، والحفّاظ لا يثبتون سماع الحسن من الأسود بن سريع.
٦٠٢ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب ، أنا علي بن عاصم ، أنا عوف عن أبي رجاء ، عن سمرة بن جندب ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كل مولود على الفطرة» فناداه الناس : يا رسول الله ، أولاد المشركين؟! قال : «أولاد المشركين».
٦٠٣ ـ أخبرنا (١) أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العبّاس محمد بن
__________________
(١) في الأصل صيغة الأداء مختصرة [أنا].