واحدة جسمانية ،
وهو غير جائز.
وكذلك رؤية الشخص
بواسطة المرآة ، فإنّها ـ أيضا ـ عبارة عن إدراك صورة مقدارية مجردة عن المادة ،
موجودة بوجود إدراكي قائم لا بالمحل ، بل بذات المدرك ، أعني النفس ، قيام الموجود
بموجده ، ولكنها ليست موجودة بالذات ، بل بالعرض ، بتبعية وجود الشخص المقارن لجسم
مشفّ ، وسطح ثقيل ، على شرائط مخصوصة ، فوجودها في الخارج وجود الحكاية ، بما هي
حكاية.
فصل
الرؤية على أي
التقادير مشروطة بتحقّق المقابلة والمحاذاة بين آلة البصر وسطح الجسم المقابل ،
والنقطة إذا تحاذت بكلّ نقطة نقطة من سطح مقابل يتوهّم بينهما شكل مخروط ، ويكون
عظم السطح وصغره موجبا لعظم الزاوية المخروطية ، وصغرها ، ويؤثر أيضا قربه في عظم
الزاوية ، فيرى عظيما ، وبعده في صغرها ، فيرى صغيرا.
هذا إذا كان
المحاذي للبصر قابلا للرؤية ، بأن يكون ذا لون وضوء ، وأمّا إذا لم يكن قابلا
للرؤية ؛ لعدم ضوئه ، أو لونه ، لأجل صقالة سطحه ، فيكون مقابله الذي على نسبة
مخصوصة ، مخروطية ، في حكم مقابل الباصرة ، فالمحاذاة الّتي تتحقّق بين سطح ذلك
الصقيل والجسم المرئي الملوّن ، ممّا توجب أن يتوهّم بينهما مخروط ناقص عند استواء
ذلك السطح ، وكلما كان ذلك السطح أشدّ تحديبا كان المخروط أوسع قاعدة ، فيرى
المرئي أصغر ممّا كان ، وكلما كان أشدّ تقعيرا كان جانب القاعدة أضيق ، إلى أن
ينتهي إلى نقطة فيكون مخروطا تاما ، قاعدته سطح المرآة ، ورأسه عند المرئي ، فتبطل
الرؤية.