ثم لا يخفى على البصير المتدرب باسلوب الكلام ان قول الماتن : التقابل المتنوع الى انواعه الاربعة صريح بأن التقابل جنس او كالجنس لتلك الأربعة وان الضمير في أي موطن كان ينظر الى المرجع القريب إلّا ان يدل دليل على خلافه. فالمعنى بالجنس التقابل ، والمراد بالضمير في تحته التضايف كما أن الشارح حمله على هذا النمط وكذلك صاحب الشوارق الا ان القوشجي ارجع الضمير الى التقابل وفسّر الجنس بالتضايف ثم قال ما قال وبعد ذلك نقل التفسير الذي قاله الشارح ثم اورد عليه ، وصاحب الشوارق اجابه وشنع عليه بانّه اخطأ في الجواب فراجع الكتابين حتى تجد الصواب في البين.
قوله : حتى صار كالجنس لها. ١٠٨ / ٢٢
اتى بالكاف تنبيها على أن التقابل ليس جنسا على الحقيقة لما تحته بوجه من الوجوه وقد دلّ عليه الشيخ بقوله : وذلك لان المتضائف ماهيته أنّه معقول بالقياس الى غيره ثم يلحق هذه الماهية ان يكون مقابلا ليس انها يتقوم بهذا فانه ليس هذا من المعاني التي يجب أن يتقدم في الذهن أوّلا حتى يتقرر في الذهن ان الشيء ماهيته مقولة بالقياس الى غيره بل اذا صار الشيء متضايفا لزم في الذهن أن يكون على صفة التقابل فالذاتية بشرائطها غير موجودة بين التقابل وبين الأشياء التي هي كالانواع للتقابل. انتهى.
ثم ان صاحب الشوارق بعد نقل كلام الشيخ المذكور قال : اتى الشيخ بالتضايف على سبيل التمثيل لجريانه في التضاد وغيره ويدل عليه قول المصنف أيضا ومقوليته عليها بالتشكيك لما سيأتي من نفي التشكيك في الذاتيات وسواء في ذلك الاعتباريات وغيرها. انتهى.
وقول الفخر الرازي على ما نقله القوشجي من انا نعقل ماهية المتضائفين وان لم يخطر ببالنا امتناع اجتماعهما وذلك يعرفنا عدم تقوم المتضائفين ، بالتقابل مأخوذ من دليل الشيخ كما لا يخفى.
ثم ان المحقق الماتن قال في اساس الاقتباس (ص ٥٨ ط ١) بعبارة اوضح واوجز ما هذا لفظه : وحمل تقابل بر اين اقسام نه چون حمل اجناس بود چه ماهيت بعضى بى تعقل تقابل معقول است بل چون لوازم بود.
قوله : ومقوليته عليها بالتشكيك واشدّها فيه الثالث. ١٠٩ / ٧
قد اصاب العبارة في سائر النسخ تحريف فاحش حيث حرف فيها الثالث بالسلب او