السلب الخاص لا يقابله سلب خاص. مثلا ان عدم الناطق لا يقابله عدم الانسان ، وكذلك عدم الفرس لا يقابله عدم البقر. وذلك لأن مقابليهما أي مقابل السلب الخاص الاصل ، ومقابل السلب الخاص المقابل للأصل ان لم يتقابلا كالمثال الاول حيث ان عدم الانسان سلب خاص مقابل لسلب خاص آخر وهو عدم الناطق ومقابلاهما وهما الانسان والناطق لم يتقابلا كما لا يخفي فالظاهر انهما اعني السلب الخاص الاصل والسلب الخاص المقابل له لا يتقابلان كما هو ظاهر لأنّ نقيض المتساويين متساويان.
وكذلك ان تقابلا ـ اي تقابل مقابلا السلبين الخاصّين الأصل والمقابل ـ كالمثال الثاني حيث ان الفرس مقابل للبقر والفرس والبقر مقابلا السلبين الخاصّين ـ لا يتقابلان أيضا لصدقهما معا اي لصدق السلب الخاصّ الأصل والسلب الخاص المقابل له معا على غير المتقابلين ، المتقابلان الفرس والبقر مثلا وغيرهما كلّ ما كان غيرهما مثلا يصدق على الابل بانه عدم الفرس كما يصدق عليه بانه عدم البقر الذي كان مقابلا لعدم الفرس.
قوله : لأن الضدّين في المشهور الخ. ١٠٨ / ١٢
هذا التفسير منه للضدّين في المشهور هاهنا ليس بسديد والحق ما قاله في شرحه على منطق التجريد للمصنّف الموسوم بالجوهر النضيد من ان تقابل الضدين يطلق في المشهور على معنى وفي التحقيق على معنى آخر. اما في المشهور فيطلق الضدان على كل امرين ينسبان الى موضوع واحد ولا يمكن ان يجتمعا فيه سواء كانا وجوديين أو احداهما ، وسواء اندرجا تحت جنس قريب أو لا كما يجعلون الذكورة ضدّ الانوثة ، واما بحسب التحقيق مصطلح الحكماء فيطلق الضدان على كلّ وجوديين بينهما غاية التباعد بشرط اندراجهما تحت جنس قريب يصحّ منهما أن يتعاقبا على موضوع واحد وارتفاعهما معا عنه. وكذلك المصنف في اساس الاقتباس ، والمتأله الشيرازي في الأسفار وغيرهم في غيرها من الكتب المنطقية والحكمية.
قوله : ويندرج تحته الجنس الخ. ١٠٨ / ٢١
المراد من الجنس التقابل ، وضمير تحته راجع الى التضايف. يعني ان التقابل مع انّه جنس لانواعه الأربعة ومنها التضايف ، فهو أحد انواع التضايف أيضا باعتبار آخر فجنس النوع صار نوعا لنوعه ونوعه صار جنسا له وكم له من نظير باعتبار طروّ الحيثيات على المعاني.