قسيم الجنة والنار) وقد أخرج هذا الحديث المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال) بهامش الجزء الخامس من مسند الإمام أحمد ص ٢٥.
وأنتم ترون في هذا الحديث دلالة واضحة على مطلوبنا من وجوه.
الأول : إنّ النبي (ص) جعل إيمان الأمّة منوطا بمودة علي (ع) ، وحكم بأنّه لا إيمان لهم بدونها ، ووجوب المحبّة يستلزم وجوب الطاعة بدليل قوله تعالى في سورة آل عمران آية ٣١ : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) فعلق تعالى حصول المحبة على تحقّق الطاعة ، ولازم هذا أن يكون الخلفاء الثلاثة (رض) من الأمّة مطيعين لعلي (ع) تابعين له وهو دليل إمامته (ع) عليهم.
الثاني : إنّه لا يجوز للخلفاء الثلاثة (رض) ولا لغيرهم ممن وجبت طاعة علي (ع) عليهم أن يكونوا أئمة له (ع) لثبوت إمامته عليهم بنصّ الحديث.
الثالث : إنّ الحديث بمنطوقه ومفهومه يدلّ على أنّ الأفضل لا يجوز أن يكون مأموما للفاضل فضلا عن المفضول ، وقد ثبت بنصّ الحديث أنّ طاعة علي (ع) واجبة على الخلفاء الثلاثة (رض) وغيرهم فوجب أن يكون علي (ع) أفضل منهم.
الرابع : إنّ الحديث صريح في أنّ طاعة علي (ع) ثابتة على الخلفاء (رض) ولازمة في رقاب الأمّة فلا يجوز لها العدول عنه (ع) إلى غيره.
الخامس : إنّ النبي (ص) رتب النفاق على بغضه ، والإيمان على حبّه (ع) ، وهو دليل على نفاق من أبغضه ونصب العداوة له وحاربه وأراد إطفاء نوره.