عقد البيعة
قال : إنّ عقد البيعة لأبي بكر (رض) ، وعمر ، وعثمان (رض) ، وتقدّمهم في الزعامة على جميع الصحابة ، يدلّ على فضلهم في الإسلام ، وعلو قدرهم في الدين ، وأفضليتهم من الصحابة أجمعين ، وإن لم يصل إلينا بذلك الفضل أثر ، ولم ينقل لنا فيه خبر ، وذلك لما تعلمون من أن القوم لم يكونوا أكثرهم مالا فيطمع الذين عقدوا البيعة لهم في نيل أموالهم ، ولا كانوا أشرفهم نسبا ، فيدعو ذلك إلى تقديمهم ، فإنّ بني عبد المطلب أشرف منهم ، ولا كانوا أعزّ نفرا ، فيخافوا من عشيرتهم فإذا تسجّل لديكم انتفاء ذلك كلّه عنهم ، وثبوته في غيرهم ، ثبت أن الذين قدموهم على عليّ (ع) ، والعباس بن عبد المطلب ، وغيرهم من أصحاب رسول الله (ص) جميعا ، لم يقدموهم إلّا لوجود فضل فيهم لم يكن شيئا منه في غيرهم ممّن ذكرنا ، وإلّا فما الداعي يا ترى إلى انقياد العقلاء من أصحاب رسول الله (ص) إلى أمرهم وما هو الموجب يا ترى لهم أن ينصبوهم أئمة ورؤساء على الجميع دون غيرهم لو لا ما قدّمنا؟!.
قلت : أولا : لو صحّ ما ادّعيتم لهم من الفضل ما يتميّزون به عن غيرهم من الصحابة خفي علينا خبره لما خفي أثره على الصحابة