آية ٨ وما بعدها :
(وَيُطْعِمُونَ
الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً ، وَيَتِيماً ، وَأَسِيراً ، إِنَّما
نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) على ما في تفسير (روح البيان) ص ٥٤٦ من جزئه السادس ،
والفخر الرازي في تفسيره ص ٢٩٥ من جزئه الثامن ، والنيسابوري في ص ١١٢ بهامش الجزء
التاسع والعشرين من تفسير ابن جرير في تفسير سورة الدهر. وهذا ما اتّفق عليه
الفريقان فهو الحجّة عليهما دون غيره من المختلف فيه ، فإنّه لا حجّة فيه. وفي علي
(ع) نزل قوله تعالى في سورة المائدة آية ٥٥ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ
وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) عند ما تصدّق بخاتمه الشريف على ذلك الأعرابي ، وهو راكع
في صلاته ، على ما سجّله السيوطي في تفسيره ٢٩٣ من جزئه الثاني ، والفخر الرازي في
تفسيره ص ٤١٧ من جزئه الثالث ، وابن جرير في تفسيره ص ١٦٥ من جزئه السادس ،
والبيضاوي في تفسيره ص ١٦٥ من جزئه الثاني ، والزمخشري في تفسيره ص ٢٦٤ من جزئه
الأول ، والبغوي في تفسيره ص ٥٥ بهامش الجزء الثاني من تفسير الخازن ، وابن كثير
في تفسيره ص ٧١ من جزئه الثاني ، وابن حبان في تفسيره الكبير ص ٥١٣ من جزئه الثالث
، ومحمد عبده في تفسيره ص ٤٤٢ من جزئه السادس ، وغير هؤلاء من مفسّري أهل السنّة
وحفّاظهم. والحجّة في هذا ، لأنّه متّفق عليه بين الفريقين بخلاف غيره فإنّه مختلف
فيه فلا حجّة فيه مطلقا.
ولا يمكن أن يراد
بالذين آمنوا في منطوقها جميع المؤمنين ، لأنّ المخاطبين بقوله تعالى : (وَلِيُّكُمُ) هم المؤمنون فلو أرادهم جميعا لزم أن يكون جميع المؤمنين
أولياء أنفسهم ، وبطلانه أوضح من أن يختلف فيه اثنان من أهل اللسان ، وشيء آخر
يلزم أن يكون من شرط إيمان المؤمنين أجمعين أن يقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ،
وهم راكعون ، كما يدلّ عليه وصفهم به في الآية. وذلك معلوم بالضرورة من الدين