جزئه الثاني : «أحاديث المهدي كثيرة متواترة ، والضعيف فيها ، وإن كان أكثر ، لكنها لكثرة رواتها ومخرجيها يقوي بعضها بعضا حتى صارت تفيد القطع ، وإنّ العلامة السيد محمد رسول برزنجي نبه في آخر كتاب (الإشاعة) على تواتر الأخبار التي جاء بها ذكر المهدي ، «وأنّه من المقطوع به ، وأنّه من ولد فاطمة ، وأنّه يملأ الأرض عدلا» انتهى مقاله.
وقال العارف محمد بن عبد الوهاب الشعراني في ص ١٢٧ من كتاب (اليواقيت والجواهر) من جزئه الثاني بعد كلام له مسهب جاء في أوله : «إنّ المهدي حيّ موجود وقد اجتمع به غير واحد من علماء أهل السنّة وحفّاظها ـ إلى أن قال ـ فهناك يترقب خروج المهدي من أولاد الحسن العسكري ، ومولده ليلة النصف من شعبان ، سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم (ع) ، فيكون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة ، ستا وستين وسبعمائة سنة. هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر المحروسة ، عن الإمام المهدي حين اجتمع به ، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهمالله» انتهى.
إلى كثير غيرهم من أئمة أهل السنّة وحفّاظهم فإنّهم متفقون جميعا على تولده ، وثبوت غيبته ، وأنّه يظهر في آخر الزمان ، «يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا» على حدّ تعبير النبي (ص). وقال ابن الصبّاغ المكي المالكي في ص ٣١٠ من (فصوله المهمة) «إنّ صفته (رض) شاب مربوع القامة ، حسن الوجه ، والشعر يسيل على منكبيه ، أقنى الأنف ، أجلى الجبهة».
أقول : والمشهور إنّ تاريخ ولادته (ع) بالحروف (نور) أي سنة ست وخمسين ومائتين ، ليلة النصف من شهر شعبان ، ولما غاب عن