مع القطع له بالجنة ، مع عدم عصمته ، يكون نشطا في ارتكاب ما تدعو إليه الطبائع من الشهوات ، والميول ، والاتّجاهات اللاشرعية ، لأنّه حينئذ يكون في أمن من العذاب ، ومطمئنا إلى ما أخبر به من حسن عاقبته ، وأنّه مقطوع له بالثواب على كل حال.
وخلاصة القول : إنّ من المحال العقلي أن يصدر عن النبي (ص) مثل هذا الحكم القطعي لأناس مجهولي الخاتمة ، ولم تثبت لهم العصمة سوى عليّ بن أبي طالب (ع) لثبوت عصمته (ع) بما تقدم من الأدلة القطعية ، ولما ثبت باليقين وقوع ما ذكرنا ممّن ليس معصوما ، ثبت عدم صدور مثل هذا الحديث من النبي (ص).
الرابع : لو كان هذا الحديث صحيحا فكيف يا ترى أهمل الخليفة عثمان (رض) الاحتجاج به على من حاصره يوم الدار ، وما الذي منعه من الاحتجاج به عليهم ، عند ما استحلوا قتله (رض) ، وقد ثبت بالضرورة من دين الإسلام حرمة دماء أهل الجنان؟ ولما ذا عدل عنه لو كان له وجود إلى التمسك في دفعهم عن نفسه بكل ما وصل إليه جهده من الاحتجاج ، ليمنعهم عن قتله ، ولم يذكر لهم هذا الحديث بل ، ولم يذكره غيره من أصحاب النبي (ص) لمستحلي دمه ، إذ لا يجوز عليهم أن يسكتوا عن ذكره ، وهم الأتقياء المبرءون عن كل وصمة توجه إليهم كما تقولون.
وبعد هذا كله واضعاف أمثاله هل تشكون في أنّ الحديث موضوع لا أصل له ، وهل يسعكم أن تحكموا بصحة روايته عن النبي (ص) وأنتم تجدونه مخالفا للعقل والدين؟!!!
الخامس : لو صح هذا الحديث لزمكم أن تقولوا بأنّ غير هؤلاء العشرة من أصحاب النبي (ص) كلهم في النار ، إذ لا واسطة بين الجنة والنار في يوم القيامة ، وتلك قضية مفهوم العدد الدال على حصر