الآخرين بهم ، وبطل أن يكونوا نجوما لغيرهم ، وكان حديثكم هذا باطلا مطلقا.
الثاني : إنّ الجمع المنكر المضاف يفيد العموم عند علماء أصول الفقه من الفريقين ، وكلمة (أصحاب) : جمع منكر مضاف إلى (ياء المتكلم) ويعني ذلك أنّ جميع أصحابه كالنجوم يقتدى بهم ، فالمقتدي بقول بعض الجاهلين منهم ، والتارك للعمل بقول بعض العلماء منهم ، يكون في الحالتين مهتديا ، ويكون المقتدي بقتلة الخليفة عثمان بن عفان ، والمتقاعد عن نصرته ، مهتديا ، وتابعا للحق في الصورتين ، وعلى هذا يلزمكم أن تقولوا بجواز العمل بالضدّين ، وبجواز اجتماع الهدى والضلال في شيء واحد ، وعلى صعيد واحد ، وبطلانه واضح لقوله تعالى في سورة يونس (ع) كما مرّ في آية ٣٢ : (فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ).
الثالث : إنّ الحديث معارض لنصوص القرآن ومحكمات آياته البيّنات كآيتي الانقلاب على الأعقاب والمرود على النفاق ، وقوله تعالى في سورة التوبة آية ٤٣ : (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكاذِبِينَ) الصريح في وجود الكاذبين في أصحاب النبي (ص) ، وكل حديث خالف كتاب الله تعالى وعارضه ، فهو زخرف يضرب به عرض الجدار ، كما جاء عن التنصيص على ذلك في حديث النبي (ص).
الرابع : إنّ حديثكم هذا نصّ في وجوب الإمامة العامة لكل صحابي منهم ، إذ لا معنى لوجوب الاقتداء بهم مطلقا إلّا كون كل واحد منهم إماما تجب طاعته ، وذلك يعني أنّ أصحابه (ص) كلّهم أئمة ، ولا تختص الإمامة بواحد منهم ، لا ابتداء ، ولا ترتيبا ، وهذا مع استلزامه بطلان ما قامت عليه السقيفة يستلزم بطلان وجود