بالخيرة بعده ، فإن وفقت لدرك حقيقته سعدت سعادة عظيمة ، وإن
اشمأزت نفسك عنه فلا غرو فإن كلا ميسر لما خلق له ؛ ونحن نقدر كأنك لم تسمع ولم
تحلف ، ولا ضير عليك فى يمين صادقة ، فإن أبى الحلف خلاه ، وإن أنعم وأجاب فيه ،
وجّه الحلف واستوفاه.
وأما حيلة الربط فهو أن يربط لسانه بأيمان مغلظة وعهود مؤكدة ، لا يجسر على
المخالفة لها بحال. وهذه نسخه العهد :
يقول الداعى
للمستجيب : «جعلت على نفسك عهد الله وميثاقه وذمة رسوله عليهالسلام ، وما أخذ الله على النبيين من عهد وميثاق ، أنك تسر ما
سمعته منى وتسمعه ، وعلمته وتعلمه من أمرى وأمر المقيم بهذه البلدة لصاحب الحق
الإمام المهدى ، وأمور إخوانه وأصحابه وولده وأهل بيته ، وأمور المطيعين له على
هذا الدين ، ومخالصة المهدى ومخالصة شيعته من الذكور والإناث ، والصغار والكبار ؛
ولا تظهر من ذلك قليلا ولا كثيرا تدل به عليه ، إلا ما أطلقت لك أن تتكلم به أو
أطلق لك صاحب الأمر المقيم فى هذا البلد أو فى غيره ؛ فتعمل حينئذ بمقدار ما نرسمه
لك ولا تتعداه ؛ جعلت على نفسك الوفاء بما ذكرته لك وألزمته نفسك فى حال الرغبة
والرهبة ، والغضب والرضى ، وجعلت على نفسك عهد الله وميثاقه أن تتبعنى وجميع من
أسميه لك وأبينه عندك مما تمنع منه نفسك ، وأن تنصح لنا وللإمام ولى الله نصحا
ظاهرا وباطنا ، وألا تخون الله ولا وليه ولا أحدا من إخوانه وأوليائه ومن يكون منه
ومنا بسبب من أهل ومال ونعمة ؛ وأنه لا رأى ولا عهد تتناول على هذا العهد بما
يبطله. فإن فعلت شيئا من ذلك وأنت تعلم أنك قد خالفته ، فأنت بريء من الله ورسله
الأولين والآخرين ، ومن ملائكته المقربين ، ومن جميع ما أنزل من كتبه على أنبيائه
السابقين ، وأنت خارج من كل دين ، وخارج من حزب الله وحزب أوليائه ، وداخل فى حزب
الشيطان وحزب أوليائه ، وخذلك الله خذلانا بيّنا يعجل لك بذلك النقمة والعقوبة إن
خالفت شيئا مما حلفتك عليه ـ بتأويل أو بغير تأويل ـ فإن خالفت شيئا من ذلك فلله
عليك أن تحج إلى بيته ثلاثين
__________________