قال القرطبي :
فشعائر الله ، أعلام دينه ، لا سيما ما يتعلّق بالمناسك .
ولقد أحسن حيث
عمّم أولاً ، ثمّ ذكر مورد الآية ثانياً ، وممّا يعرب عن ذلك أنّ ايجاب التعظيم
تعلّق ب «حرمات الله» في آية أُخرى.
قال سبحانه : (وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ
خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ) ، والحرمات ما لا يحلّ انتهاكه ، فأحكامه سبحانه حرمات
الله ، إذ لا يحلّ انتهاكها ، وأعلام طاعته وعبادته حرمات الله ، إذ يحرم هتكها ،
وأنبياؤه وأوصياؤهم وشهداء دينه وكتبه وصحفه من حرمات الله ، يحرم هتكهم ، فلو
عظّمهم المؤمن أحياءً وأمواتاً فقد عمل بالآيتين : (وَمَنْ يُعَظِّمْ
حُرُماتِ اللهِ) (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ).