وقد وارى المسلمون جسد النبي الأكرم في بيته المسقّف ، ولم يزل المسلمون منذ واروا جثمانه ، على العناية بحجرته الشريفة بشتّى الأساليب.
وقد بنى عمر بن الخطاب حول حجرته جداراً ، حيث جاء تفصيل كلّ ذلك مع ذكر وصف الأبنية التي توالت عليها عبر القرون في الكتب المتعلّقة بتاريخ المدينة ، لا سيّما وفاء الوفا للإمام السمهودي المتوفّى عام ٩١١ ه (١) ، والبناء الأخير الذي شيّد عام ١٢٧٠ ه قائم لم يمسّه سوء ، وسوف يبقى بفضل الله تبارك وتعالى محفوظاً عن الاجتراء.
وأمّا المشاهد والقباب المبنيّة في المدينة منذ العصور الأُولى فحدّث عنها ولا حرج ، لا سيّما في بقيع الغرقد ، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتب التاريخ وأخبار المدينة.
وقد ذكر كثير من المؤرّخين والسوّاح شيئاً كثيراً من أبنية شاهقة على قبور الأنبياء والصالحين في خير القرون.
وبدورنا نذكر شيئاً يسيراً ممّا جاء في كتبهم ، ونكتفي بذكر كلمات ثلاثة من المؤرّخين المعروفين بالثبت والضبط ، ثمّ نذكر ما ذكره الرحّالة المعروف ابن جبير في رحلته على وجه التفصيل :
١ ـ كلمة المسعودي في حقّ قبور أئمة أهل البيت عليهمالسلام
هذا هو المسعودي الذي توفي عام ٣٤٥ ه ، وقد أدرك خير القرون ، وولد في مؤخّره ـ لو كان خير القرون هو القرون الثلاثة الأُولى ـ
__________________
(١) السمهودي ، وفاء الوفا ٢ : ٤٥٨ الفصل التاسع.