فالناس يزدحمون على هذا الموضع المبارك للصلاة فيه ، وعلى مقربة منه ، ممّا يلي الجانب الأيمن من القبلة ، محراب محلّق عليه بأعواد الساج مرتفع عن صحن البلاط كأنّه مسجد صغير ، وهو محراب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، وفي ذلك الموضع ضربه الشقيّ اللعين عبد الرحمن بن ملجم بالسيف ، فالناس يصلّون فيه باكين داعين ، وفي الزاوية من آخر هذا البلاط القبليّ ، المتّصل بآخر البلاط الغربيّ ، شبيه مسجد صغير محلّق عليه أيضاً بأعواد الساج ، هو موضع مَفار التنّور الذي كان آيةً لنوح عليهالسلام ، وفي ظهره ، خارج المسجد ، بيته الذي كان فيه ، وفي ظهره بيت آخر يقال إنّه كان متعبَّد إدريس صلىاللهعليهوسلم ، ويتّصل بهما فضاء متّصل بالجدار القبلي من المسجد ، يقال إنّه مُنشأ السفينة ، ومع آخر هذا الفضاء دار عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، والبيت الذي غسل فيه ، ويتّصل به بيت يُقال إنّه كان بيت ابنة نوح صلىاللهعليهوسلم.
وهذه الآثار الكريمة تلقّيناها من ألسنة أشياخ من أهل البلد فأثبتناها حسبما نقلوها إلينا ، والله أعلم بصحّة ذلك كلّه.
وفي الجهة الشرقيّة من الجامع بيت صغير يُصعَد إليه فيه قبر مسلم ابن عقيل بن أبي طالب رضى الله عنه ، وفي غربي المدينة على مقدار فرسخ منها المشهد الشهير الشأن المنسوب لعليّ بن أبي طالب رضى الله عنه ، وحيث بركت ناقته وهو محمول عليها مسجّى ميّتاً على ما يُذكر ، ويقال : إنّ قبره فيه.
قبور العلماء والأولياء المشيّدة ببغداد :
يقول ابن جبير :