حيران ، فقام
مسنِداً ظهرَه إلى جدار من جُدران المدينة ويقول في نفسه : أمّا عشية أمس فليس على
الأرض إنسان يذكر عيسى بن مريم إلّا قتل ، أمّا الغداة فأسمعهم وكلّ إنسان يذكر
أمر عيسى لا يخاف ، ثمّ قال في نفسه : لعلّ هذه ليست بالمدينة التي أعرف .
وهذا يعرب عن أنّ
الأكثرية الساحقة كانت موحّدة مؤمنة متديّنة بشريعة المسيح ، رغم ما كانوا على
ضدّه قبل ثلاثمائة سنة.
وقال في تفسير
قوله تعالى : (فَقالُوا ابْنُوا
عَلَيْهِمْ بُنْياناً) فقال الذين أعثرناهم على أصحاب الكهف : (ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ
أَعْلَمُ بِهِمْ) يقول : ربّ الفتية أعلم بشأنهم ، وقوله : (قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى
أَمْرِهِمْ) يقول جلّ ثناؤه : قال القوم الذين غلبوا على أمر أصحاب
الكهف : (لَنَتَّخِذَنَّ
عَلَيْهِمْ مَسْجِداً).
وقد نُقل عن عبد
الله بن عبيد بن عمير : فقال المشركون نبني عليهم بنياناً فإنّهم آباؤنا ونعبد
الله فيها ، وقال المسلمون : نحن أحقّ بهم ، هم منّا ، نبني عليهم مسجداً فيه
ونعبد الله فيه .
الرأي المسبق يضرب
عرض الجدار
إنّ الشيخ
الألباني ربيب الوهابيّة ومروّجها ، لمّا رأى دلالة الآية على أنّ المسلمين حاولوا
أنْ يبنوا مسجداً على قبورهم ، وكان ذلك على